ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : المحتلة . مسابقة القصة القصيرة بقلم / محمد قناوي صديق .مصر

محمد قناوي صديق
مصر _فئة القصة القصيرة
٠١٢٧٠٧١٧٣٤٨
https://www.facebook.com/Enawylaywer
^المحتلة^
بدآت المآساة الحقيقة عندما قام أحد أصدقائه بتقديمها إليه..
شعر حينها بالتوتر والخجل الممزوج بالأضطراب قليلا قبل أن يمد يده أليها ,كان يعرف ويسمع عنها الكثير من خلال الأقاويل والأشاعات التي أثيرت حولها ,سمعتها كانت تسبقها دائما أينما حلت بحضورها وبهدوئها الشهير وصمتها الدائم
تستمع أليك دائماَ تلك المخادعة دون مقاطعة أكثر حتي من نفسك ومن أي شخص في العالم , دائما هي الاقرب لك ,يلجأ إليها الجميع في محاولة بائسة ويائسة للهروب من مشاكل الواقع المرير لينسوا أو يتناسوا ما هم فيه..معها
أوحت أليهم أنها دائما الحل الآوحد والوحيد لكل معضلاتهم ومشكلاتهم .. أحضانها كانت ملجأهم وملاذهم الدائم الذي يتسع للجميع!
يحزنون معها ويفرحون معها..لا يفكرون أو يتخذون أي قرارات الا بها
ولا يجوز بدأ الحديث بدون وجودها..
تذكر كيف كانت قبلتهما الأولي !
وهي لم تطلب أكثر من تلك القبلة..لتعلن سيطرتها الكاملة عليه لتحيك حوله خيوط شباكها الضبابية المٌغشية..بإحكام!
ومنذ تلك اللحظة اللعينة الأزلية صار ملكا لها..أسيرا من دون سجن..مطيعا وخاضعاُ !
نفض بعنف عن رأسه كل تلك الذكريات ومرارياته التي مرت من أمام عينيه سريعا وهو يقف معها الأن في ذلك المكان المنعزل عن الأعين بجوار نهر النيل..الذي أختاره خصيصا ليكون مكان محاكمتها عن كل جرائمها وحسابها العسير ولقائهما الأخير أيضا ً!
وضع يده علي صدره الذي أعتل بسببها وهو ينظر إليها مواجهاٌ اياها بجرائمها الخبيثة كلها..معه ومع غيره عليمر السنون بعينين غاضبتين
لم ترد, صمتها المستفز والغير مكترث لأتهاماته ولثورته زاده غضبا وإصرارا علي ما ينتويه..
أحس في هذه اللحظة أنه ينظر فعليا إلي الشيطان مجسداً بها..
رأي رأسها وهو يشتعل بناراً حمراء قانية مثل زبانية الجحيم
لمح شبحاٌ لإبتسامة ساخرة واثقة دلته علي يقينها من عجزه عن فراقها !
قبلاته المحمومة المتلهفة دائما لها أخبرتها بهذا..ألا انها لم تعرف وتدرك أنها مخطئة هذا اليوم وأنه في هذه اللحظة قد اتخذ قراره الصارم..
ونهائيا لا رجعة فيه..
الخلاص منها!
وآن هذه هي اللحظة الحاسمة التي سينتقم منها علي كل جرائمها وما فعلته به وبغيره والتي لم تدان بها فعليا في أي حدث علي الرغم من أنه كانت أصابع الشك والأتهام تشير دائما اليها..
أقترب بوجهه بشدة منها مضيقا عينيه لينظر أليها النظرة الأخيرة مودعا وغير أسفا..أو نادما وهو يقول قوة وعزم :
– من الأن..سأصير حرا منكي إلي الأبد..إذهبي إلي الجحيم مصحوبة بلعنات البشرية جمعاء!
بحزم وبدون تردد جذبها بيديه و..
قام بفركها بشدة بين أصابعه في قسوة وعنف ..لم يأبه لأحتراق يديه أو يوقفه الألم للحظة عما يفعل..
حتي سال التبغ المحترق علي يديه ومن بين أصابعه لتتساقط قطرات دمائها الخشبية المشتعلة أرضا ..في صمت !!
تصاعد دخان روح سيجارته الاخيرة بطيئا وثقيلا في الهواء إلا انه بدده سريعا بزفرة حارة ليزهق رمقها الأخير , أودعها كل مراراته وحرقته ليقضي علي ماضي نيكوتينها ومستقبل تبغها الكريه ..
ليختفي من الهواء كل أثر لها .. إلي الآبد!!
التقط علبتها الكرتونية التي لازمته كظله لسنوات طوال، أعتصرها بشدة مكورا إياها في قبضته ليقذف مطيحا بها بقوة في اتجاه مياه النيل ليقف لاهثا في انفعال وارتياح ..وهو يراقب إبتلاع الماء المظلم لبقاياها في صمت ..حتي أختفت تماما !
لقد هزمها أخيرا ..
وصار الأن حقا حرا الي الأبد ..
من سيطرة تلك ,,
السيجارة ..
المحتلة

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى