ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : المنحة الإلهية . مسابقة القصة القصيرة بقلم / بانسيه محمد فضل . مصر

الاسم/بانسيه محمد فضل

البلد/جمهورية مصر العربية

محافظة الدقهلية

الفئة/قصة قصيرة

الواتس/٠١٠٠٢٦٨٧٨٩٩

https://www.facebook.com/bosy.fadl

المنحة الإلهية

قصة قصيرة

جلست منى بشرفة غرفتها تائهة حائرة يمربمخيلتها شريط من ذكريات عمرها الفائته وترقرقت دموعها كاللؤلؤ على خديها بعد أن تنهدت تنهيدة عميقة أحرقت صدرها كنار مشتعلة فما مر عليها ليس بالسهل الهين ولا بالذي تستطيع نسيانه ولكن قطع حبل أفكارها رنين الهاتف بلا توقف فردت عليه

-أهلا مني ،كيف حالك الآن ؟ منتظراك نحتفل بعيد ميلادك ؟

-نحتفل ؟ وهل لعيد ميلادي قيمة وهو ليس بجواري؟

وانسابت دموعها فاعتذرت من صديقتها أنها متعبة قليلا وستخلد للنوم ولكنها لم تستطع أن تفعل ذلك فلقد جلست تتصفح صورها معه وكيف كان كل حياتها ،كانت تتنفسه عشقا وتشعر بألمه وتسعد لفرحه.

مرعليها الليل بطيئا خاويا من الهدوء فلقد كان صخب أفكارها يغطي علي سكون الليل وأنين قلبها يقطع الصمت، إنه أول عيد ميلاد لي وهو ليس معي، فهل لا يزال يذكره أم أنه قد نسي كل ما كان بيننا ،ثم سألت نفسها مالسبب ؟

هل هو الحب لم يعد له مكان في زمن طغت عليه الواقعية؟أم أن الأنانية وحب الذات صار من المسلمات؟

تمنت لو جاءتها رسالة علي هاتفها منه (عيد ميلاد سعيد يا اغلي من فقدت)

ولكنها مجرد أمنيات فأغلقت الهاتف وظلت تفكر ،هل تسرعت في طلب الانفصال عنه رغم حبها له؟لكنها لم تتحمل معرفته بامرأة أخري وهي تحبه،لم تتخيل أن يشاطرها فيه أحد حتي ولو كانت تهيم به عشقا.

رجعت بأفكارها ليوم زفافها كيف كانت تمتلك الكون بأكمله فلقد تزوجت ممن تحب وتلهفت لذلك اليوم وصبرت سنوات وسنوات لتحظي به.

كانا كطيور محلقة تتعجب كل عين تراهم من تقارب أرواحهم وانسجامهم ولكن من الواضح أن سهم عيون الحاسدين أصاب عش زواجهم.

تذكرت ذلك اليوم الذي جاء فيه يبكي ودموعه تسبقه أنه يحبها وأمه تريد منه الزواج ليحظي بنعمة الأطفال وهو لا يريد سواها.

فأجابته ودموعها تسبقها:تزوج حبيبي ولكني لن أتحمل رؤيتك بأحضان امرأة غيري فاتركني أولا.

-لكنني لن أقوي على العيش بدونك.

-ولا أنا لكنه حقك في أن تكون أبا وأنا عجز الأطباء عن إيجاد حل لمشكلتى.

-لا لن افعل ذلك فلن أستطيع أن أحرم منك أبد العمر.

ولكنه من الواضح أن الفعل غير الكلام فلقد استجاب لالحاح والدته مع الوقت وقبل بالزواج من ابنة خالته الأرملة وظن أنه سيضع زوجته الأولي تحت الأمر الواقع وأنها ستقبل بالاستمرار معه ،ولكنها لم تستطع.

نعم لم تستطع أن تشتم بأنفاسه عطرامرأة أخري شاركته يومه ،شعرت بصدرها يختنق من الغيرة ،وطلبت الانفصال.

حاول معها مرات ومرات لكنها رفضت وفضلت أن تعيش وحيدة علي أن تعيش مع نصف رجل.

مر عام علي زواجه حتى الآن ولا تزال تحبه ،لم تستطع نسيانه ،تدور بفلكه وتعيش بذكرياته.

في صباح اليوم التالي ؛خرجت لعملها و قد أطاح برأسها صداع رهيب من أرقها ليلة أمس.

وتصفحت هاتفها بالكاد لترد علي رسائل صديقاتها فلقد مر وقت علي عدم فتح رسائلهم لكنها فقدت النطق من الصدمة!

هل ما قرأته بالرسالة صحيح ،لقد ماتت زوجته وهي تلد طفلها منه!

كيف ذلك ومتي حدث،تضاربت المشاعر بقلبها ،هل تحزن علي موتها ؟هل تذهب لتعزيته؟أم أنها قد هدأت نار الغيرة بصدرها؟

ثم حسمت أمرها بإرسال رسالة تعزيه له ولكن مر اليوم دون أن يراها.

فازداد قلقها فأتصلت به وسمعت صوته ضعيفا خافتا وصوت بكاء طفل بجواره وتحجرت الكلمات بفمها حين قال لها

– لقد حظيت بالولد وفقدت كلاكما.

-ربنا يصبر قلبك ويبارك في ابنك.

– إبني صار يتيم الأم حتي أمنيتي حين حظيت بها صارت ناقصة.

صمتت برهة وازداد بكاء الطفل فسألته أليس هناك من يرعاه بعد وفاة أمه؟

-تعرفي أن أمي صارت كبيرة في السن ولا تستطيع أن تهتم بطفل في أسابيعه الأولى ، لذلك أخذت أجازة تلك الفترة من عملي لرعايته.

-ربنا يبارك لك فيه ويعينك على رعايته.

وأغلقت الهاتف وهي تفكر بذلك الولد فأخرجت دفتر مذكراتها لتكتب فيه الآتي :

إنه كان من المفترض أن يكون ذلك الولد إبني منه ولكن إرادة الله فوق تدبير البشر.

وانهمكت في عملها ونسيت ما حدث ومر أسبوع منذ تلك المكالمة.

وإذا بالصدفة تجمعها به مرة أخرى ولكن تلك المرة رأته وجها لوجه ،كان يشتري الحفاضات لابنه الصغير من صيدلية بجوار بيتها وتلاقت أعينهما ولم يستطع حمل ابنه مع الأغراض فساعدته وحملت الطفل عنه وكأنه طفلها فبمجرد أن حملته خطف قلبها وشعرت بشعورتملكها لا يوصف من الخوف واللهفة عليه حتي الطفل نفسه شعر بدفء مشاعرها فتوقف عن البكاء وخلد للنوم.

ابتسم أبوه ابتسامة رضا وردد:سبحان الله أن نام علي يديك ،فلعل صدفة خير من ألف ميعاد.

وبعدها تكرر الحديث بينهما هاتفيا عن الولد والاطمئنان عليه حتي جاء يوم فاتحها في أمر عودتها للزواج منه وأن تكون أما لذلك الطفل اليتيم وقال لها بصوت يملأه الندم :

لم أنساك ولو لحظة واحدة ، فأنا لم أحب غيرك أبد العمر وحتى موافقتي علي طلاقك كان استجابة لمطلبك حتي وإن كان جرحا لي، وأنه لولا إلحاح أمي على زواجي من ابنة خالتي الأرملة لم أفكر يوما في أن أعرف غيرك وهي كانت تعلم بحبي لك ويأست أن تكسب قلبي حتي بعد حملها بولدي الذي لم يمهلها القدر لتراه .

فصمتت قليلا وشعرت بحنين قلبها إليه وتعلقها بالولد وخاصة بعد أن علمت أنه قد أسماه زياد كما كانت تتمني أيام خطبتهما.

و بعد تفكير طويل استمر لأيام وافقت علي العودة من جديد.

وعادت منى لبيتها من جديد ولم تختلف علاقتهما عما سبق سوي خوفها الشديد على زياد وجعله في أول اهتماماتها.

كانت تعامله كأنه ابنها هي وكأن الله أراد أن ينعم لكلا منهما بما ينقصه فلقد صار للولد أما حنونا وصار لها ابنا طالما تمنته.

وفي يوم شعرت بتعب أرهقها فراجعت طبيبها وخارت قواها من الصدمة

إنها حامل!

كيف ذلك إنها معجزة من الله عجز عن حلها الأطباء وكأن الله قد كافأها علي اهتمامها به بذلك الطفل اليتيم ،ومرت الشهور وأنجبت طفلة رائعة الجمال صارت أختا لزياد ورغم قدوم طفلتها لم تسحب من رصيد حبها لزياد طفلها الأول المدلل.

وكأنها رسالة لها أنك حين رضيت بحياتك أرضاك الله وأفاض عليك بكرمه فلعل المنح تكمن في الصبر على المحن.

بقلمي /بانسيه محمد فضل

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى