عاصفة مدمرة تضرب قرية وتكنس بيوتها، يهرب منها من فلت من الموت، إلا امرأة قررت أن تعيش على الجزء المتبقي من الأرض المنهارة، رغم تنبؤات بقرب إعصار أشد قسوة، لكن لم تشغل بالها، وتمسكت بإرث أجدادها، حيث عاشت حياة غريبة طوال 47 عاما، سنوات طويلة ظلت فيها وحيدة بالقرية المهجورة بمقاطعة «ديفون» جنوب غرب إنجلترا، منذ عام 1917 حتى وفاتها في عام 1964.
هرب الجميع وبقيت وحيدة
وقت أن كانت إليزابيث بريتجون، في الـ33 من عمرها، ضربت عاصفة شديدة قرية هالساندز، التي كانت تقيم فيها، وجرفت الكثير منها في البحر، إذ لم يستطع السكان البالغ عددهم 79 شخصًا، من البقاء في الأرض المدمرة، ولاذوا بالفرار خلال فترة هدوء العاصفة، بحثا عن ملجأ ومأوى في الأراضي المرتفعة، بحسب صحيفة «ميرور» البريطانية.
رغم حالة الذعر وهروب جميع سكان القرية، قررت إليزابيث، البقاء وحيدة متمسكة بما تبقى من أثر قريتها، حيث عاشت خلال تلك السنوات حياة بسيطة، تأكل بيض دجاجها وأسماك البحر، وظلت كذلك حتى وفاتها عام 1964 عن عمر يناهز 80 عاما.
وقبل فترة وجيزة من وفاة السيدة، التي اختارت العيش على ضفاف الموت، قالت: «كل ذكرياتي هنا، فكرت في الانتقال إلى دارتموث، لكنني لم أستطع التخلى عن قريتي، فعشت حياة بسيطة في المكان الذي يحفظ كل ذكرياتي».
تعيش مع قطتها وتستقبل السياح
لقطات إخبارية قديمة ترجع إلى عام 1960، أظهرت إليزابيث، في أواخر السبعينيات من عمرها، وهي تعيش مع قطتها ودجاجها، ترتدي معطفها البني المحزّم وحجابها، وتتسلق مرتفعات القرية، وذكر تقرير «ميرور» أنه تم تصويرها وهي تصطاد، وتطلع السياح على منازل جيرانها السابقين.
ليلة قاسية برائحة الموت
روى روجر ستون، حفيد أحد سكان القرية، أنه سمع عن العاصفة التي ضربت القرية، موضحا أنه في الساعة الثامنة مساءً ذلك اليوم، أدى المد الربيعي إلى ارتفاع الأمواج بصورة هائلة، دمرت المباني والمنازل التي تقع خلف الجدران البحرية، وبحلول منتصف الليل خشى القرويون على حياتهم وقرروا مغادرة القرية بعد انهيار 4 منازل بالكامل.
ومع فجر اليوم التالي كشف ضوء النهار ما آل إليه حال القرية، حيث طفى الأثاث فوق المياه، ليعرف من تبقى في القرية أن المد المرتفع القادم سيأخذ ما تبقى الأرض، فاختاروا الرحيل هربا من الموت، إلا إليزابيث، التي قررت مواصلة العيش في القرية حتى وفاتها.