ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : بارقة أمل . مسابقة القصة القصيرة بقلم / محمد كامل حامد . مصر

الاسم: محمد كامل محمد حامد
الدولة: مصر
اسم الشهرة: محمد كامل حامد
رقم تليفون: 01066901005
لينك صفحة الفيس بوك:
https://www.facebook.com/profile.php?id=100063812464613&mibextid=ZbWKwL

بارقة أمل
مر وقت طويل على انتباهي من غفلتي، لا تزال الأجواء حولي دون ملامح محددة، فلا أستطيع أن أتبينها، أصوات الآلات الصاخبة ونبشها لم يتوقف، يكاد يخترق سمعي ويصيبني بالصمم، أرتجي ألا تسقط فوق رأسي؛ فتتحطم عظامي ويتناثر ما تبقى من جسدي، صوت أنيني لا يشعر به أحد، هل تم إخراج الباقين لأظل وحيدًا؟ لكن أذني لم تلتقط صوتًا لغيري، تطوف حولي أسئلة بلا إجابات.
ترتج الأرض بما فيها لتعيدني ثانية لتلك اللحظات التي أطاحت بي، ودون أن أشعر وجدتني ملقى هنا لا حول لي ولا قوة، لم يسبق سقوطي إنذارًا، هويت إلى هذا القرار العميق، وتهاوى فوق جسدي تلال لا تنتهي من الرمال والحطام.
مع كل ساعة تنقضي ترتفع الهتافات والصرخات، يشق الصياح عنان السماء، تكبيرات تنبئ بنجاة البعض مما يحاصرنا، تضيق أنفاسي وكأنها في مواجهة عدو لا يتوانى أن يفتك بي، ينفد البعض من بين الحطام في شبه معجزة إلاهية، دعوات تتناثر وتتشتت لمن لم يحالفهم التوفيق للهروب.
تذكرت على الفور ما قرأته وشاهدته من قبل من أخبار مفزعة على الشاشات، تعرضت من قبل أعداد هائلة من البشر في بقاع متفرقة من الأرض لهزات مشابهة، نشبت أخطار جسيمة وقابلها تجاهل غير مبرر، دعوات لا تحمل معنى إنساني إلا في ظاهرها، كلمات لاهثة خلف سراب من الأمنيات، مساعدات من غذاء ودواء، ولكن الحاجة الماسة لمعدات حديثة وتقنيات متقدمة لم يعبأ بها أحد.
حاولت جاهدًا وقف سيل الصور التي تداعت، ولكن أبيات قصيدتي الأخيرة باتت تطرق على عقلي، لم يتبق لي سوى خيال جامح يغوص في الماضي، غلبت عليها كلمات الأنين وكأنني تنبأت بما هو قادم، وكأن النهاية تحوم حولي.
أنادي بعزمي على من كانوا رفقتي، ولكن صوتي لا يصل ولا يسمعني أحد منهم، تكمل الذكريات اللاهثة طريقها لتصلني، ولا أقوى على كبتها، أفراد أسرتي كانوا يلتفون حولي، سالت دموعهم لوقع كلمات قصيدتي، وللمرة الأولى يتأثر الجميع بكلمات صاغها قلمي، صدرت من أعماقي لتمس قلوبهم، قاطعوني فتوقفت عن استكمالها.
حالة من الوجوم سادت بيننا، ولكنني جاهدت لإضفاء البسمة على وجوههم من جديد، داعبتهم برفق محدقًا في عيونهم، لم يطل الوقت ليدركنا ما حل بنا، اهتزت الأرض وتصدعت البناية، وسريعًا هوت بنا؛ لتطبق أكوام من الرمال على أجسادنا، فلا أملك سوى على التضرع لله وترديد آيات القرآن التي حفظتها.
يغيب النهار عني ألمحه من خلال شقوق نافذة، تحيلني العتمة إلى اليأس، ولكنني أتشبث في قدوم نهار جديد.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى