ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة (جغرافيا) مسابقة القصة القصيرة بقلم / دعاء عبد المنعم محمد فراج.مصر

الاســــــــــــــــم :

دعـاء عبد المنعم محمد فراج

 

 

العنوان / بني سويف / بني عطيه  ش النصر المتفرع من ش الروضه

العمل المشارك به / قصه قصيره بعنوان جغرافيا

 

( جغرافيا )                قصة قصيرة بقلم / دعاء عبدالمنعم

 

” انسل بها من جوف العتمة إلى جوف المجهول الذى لا تدرى عنه شيئاً ”

فى البداية ظنت أنه طالب متعه غلبه شذوذالممارسة فكم للمتعة من شطحات .

تابعه حارس المدفن متمتم بكلمات لم يجرؤ على التفوه بها فى حضوره وكيف؟ وهو الذى اقتنص الآلاف مقابل إخراج الفاتنة العمياء قبل أن تمضى أول لياليها فى حياتها الدائمة وقبل أن تتعرف حتى على جيرانها .

لم يصدق نفسه لقد ظفر أخيراً بكنزه المفقود ، أصبحت الآن له ، يستطيع أن يسجل كل ألوانها على أفرخ لوحاته ، باستطاعته أن يعرف درجات لون ذلك الجسد البهى ، هى ذاتها الألوان التى رفضت أن تريه إياها بالماضى لن تستطيع حجبها عنه الآن .

صار يصفق ويرقص بباحة منزله الواسع بعد أن أنار كل مصابيح المنزل التى اشتراها خصيصاً لتلك اللحظة حتى يتيح لعيناه رؤيتها بوضوح فوق التام . لم يضيع الوقت ، جاء بالبالته والألوان والأفرخ وصار يسجل بفرشاته أولى أيام الجسد الطازج ولم يقنع حتى سجل كل تفاصيله .

باليوم الثانى خشى عليه من رطوبة الجو فأدار كل مراوح البيت ونقلت فرشاته بعض التيبس الذى ظهر على الجسد الذى غادرته الطراوة .

فى اليوم الثالث تفننت ألوانه فى إظهار بعض الرتق والنتوءات والألوان الباهتة تجرأت على الظهور على جسد مليكته ولم يغيب عنه تسجيل الانطفاء الذى ظهر على الشعر والأظفار .

فى اليوم الرابع لاحظت فرشاته أن جسد فاتنته قد تضاءل بشكل مبالغ فيه وكأنه خجل من تلك العروض اليومية أمام عينان تعشقان الورق اكثر من عشقهما للبشر .

فى اليوم الخامس بدأت بعض اجزاء الفاتنه تأخذ شكل وهاد ونتوء تنبأ بخروج سكان هو يعلمهم جيداً وغير مرغوب فيهم .

فى يومها السادس تجرأت ديدانها على اظهار حقها فى الحياة بلا خجل وأخذ الجسد يتخذ ألوان من جغرافيا الأرض فبعضه اخذ اللون الأزرق والبعض الأخر زحف الأخضر الخامل عليه وأخذ سكانها يرتعون فى حدائق الذات .

تملك الشغف والنشوة من سليم وهو ينشأ على الورق وبالألوان حياة وموت وتحولات للون الواحد فى العضو الواحد .

بتلك الليلة تحديداً أصر على عدم النوم حتى يكمل رسم تلك الحديقة البشرية بكل ما تحمله من كائنات وألوان . وبالفعل نجح فى طرد النوم حتى أتم نقل حديقته بالألوان على لوحاته العديدة .

في اليوم السابع بالصباح كان سليم ممدد على سجاد الصالة مفارق الحياة وبعض ديدان فاتنته تصر على مداعبة جسده الواثق جداً من نفسه

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى