ط
هنا الأردن

قصة جوعى وشوارع بقلم. الروائي قدري المصلح الصقور كاتب روائي أردني

14611072_1594163587545735_2268654026947680452_n
مكتب الأردن

منال أحمد

 

هذا الصباح ، الطيور تحلق في السماء ، والأولاد يلعبون في شوارع مدينتنا ، وضحكات النساء كغناء العصافير ، وكحقل سنابل ترقص بفرح ، وأنا أنظر للدنيا بعين السخط ، أريد شراء قلم ودفتر لطفلي الصغير ، وهو ينظر إلى دمية على شكل بندقية يريد اللعب بها شاهدها على قارعة الطريق .
كنت أظن طفلي يحب لعبة الحرب ، هذا ما جعلني أشعر بالسخط ، لكنه يبتسم في وجهي كقائد جيش يقابل جنديا يعمل تحت إمرته ، يفرض عليه الكلمات تحت أي معنى يريد ، ويغلق عليه كل المنافذ ، ولا مجال للهرب ، لماذا يا أبي البنادق على قارعة الطريق والكتب والنساء والأطفال وحلويات القمامة وقناني الخمر الفارغة ؟
عجبت من سؤال طفلي أحبائي ، وحرت لأول مرة في حياتي كيف أجد جوابا لسؤال هذا الصغير ، اعترف لك طفلي يجهلي وأنا عاجز عن إجابة هذا السؤال ، بكيت ومسحت دموعي عن وجهي وأنا أنظر للجانب الآخر من الشارع ، خفت أن يرى طفلي دموعي ، تناقض صور كاد يقتلني ويبعثني للبعيد الذي طالما كنت حائرا ماذا يكون .
وصلنا إلى السوق ، وطلب طفلي فاكهة البرتقال ، فابتعت له ما طلب ، نظرت إلى طفلي وهو يمسك بحبة البرتقال في يده ، وينظر إلى طفل صغير من أعوام عمره يجلس تحت الشمس على قارعة الطريق ، ملابسه ممزقة ، يتيم كما يبان ولا أهل له ، ويعطيه حبة البرتقال ، وابتسم أنا لمشاعر الأطفال الصادقة واعاود النظر للطفل على قارعة الطريق ، وأجده يأكل بفرح ، وانظر لطفلي وأجده يبكي بحزن الدنيا ، ولم أكن أعلم لماذا رفعت رأسي للسماء ؟
نعود إلى البيت ، وأجد زوجتي تبكي ، أخبار اليوم عن قصف مدرسة أطفال في غزة ، واقتحام للمسجد الأقصى ، طلبت منها عدم البكاء ، لكل قصة ظلم كبش فداء عن العالم كله ، يوم من الأيام يأتي إلى الأرض جمع من السماء نستمع لهم ، يعم السلام ونتقاسم طعامنا جميعا ويموت كل الظلمة على وجه الأرض.
بقلم…..
الروائي قدري المصلح الصقور
كاتب روائي أردني

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى