ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : حياة . مسابقة القصة القصيرة بقلم / نسرين الشيخ / مصر

 

نسرين محمود محمد الشيخ
اسم الشهره نسرين الشيخ
رقم الفون والواتس
نوع المشاركه قصه قصيره
الدوله مصر
الفيس
https://www.facebook.com/marika.mahmoud1?mibextid=LQQJ4d
حَيَاة

مِنْ رَحِمَ الْمُعَانَاة يُولَد أَلَم الحَيَاة .

[ حَيَاة

مِنْ رَحِمَ الْمُعَانَاة يُولَد أَلَم الحَيَاة .

انبلج الفجر بعد ليلة طويله تقطع فيها النوم عشرات المرات من شده البروده ، وتدفئة أبنتها بالغطاء البالي الذي لا يغني ولا يسمن ، تسللت من المسكن ذات الغرفه الواحده سقفها من قصب وسيقان النباتات وبعضًا من الواح الاخشاب كانت تتعرقل فيها كلما حاولت النهوض من شده التعب ، غرفه ذات جدران سوداء لا تمنع عنهم بروده الشتاء ،تخفي بداخلها ملامح الأمان ، تنهض كل صباح تتمني ان تعبر كل الدروب الصعبه ، ان تجتاز الطريق الواعر هي من تعدو باقصي سرعتها من اجل حياه ان تحظي بالحياة ، انفجرت بالنحيب كانت ترتعش مثل تَل هزيل ، ترمم قواها بداخلها لتعود من جديد جلست في احدي قارعه الطرقات تصارع افكارها ،تتنفس حزن تختنق بعوادم السيارات تدعو ربها ان يرزقها قوت يومها من اجل ابنتها ذات السبع سنوات كانت حياه لا تبالي بثيابها المرقعة ،لا تكترث بنظرات استعطاف الماره تاره واحتقارهم تاره أخري ،كانت تتمايل وتتراقص بيراءه الأطفال تحت زخات المطر تقهقه باعلي صوت لها ترقص طربا هذا هو الشيء الوحيد الذي يعطيها نشوه السعاده بدون مقابل ، امسكت بيد والدتها لترقص معها هي من سارت الدنيا كلها في كفيها هي من رشفتها الحنان قطره بقطره وكانها تملك مفاتيح كنوز العالم بابتسامه والدتها ،انتهي المطر وانتهي معه وقت السعاده انهكها التعب مددت جسدها تحت جسر يحتمون بيه ويتخذونه مآوي لفرشتهم وبضاعتهم بعضا من المناديل وسلاسل تسهر عليها والدتها لصنعها ، طأطأت والدتها راسها نست لحظات السعاده العابره تحت الغيث التي ارادت ان يغزو قلبها وروحها وليس جسدها
توقف المطر واانكشحت الغيمات ، نشرت الشمس خيوطها الذهبيه علي جسد حياه وهي ممددة علي قطع من الغطاء البالي علي الأرض أعطاها نور الشمس بعضًا من الدفء
نظرت اليها والدتها وكانها لوحه سريالية ، تمزق قلبها حزنا علي حياه فلذه كبدها هي زهره في مقتبل العمر تُزين بستان دنياها كان القدر.له رأي اخر اجتثها من بستانها والقي بيها علي ارصفه الطرقات ،دائمآ كانت تحلم حتي في صحوتها أن يضئ القمر وينير دروب حياتها
لكن قناديل الامل قد انطفأت
فاحكمت الدنيا قبضتها عليهم ونال من جسدها المواجع
لكن شيءٍ بداخلها كان ينهرها ويعنفها ان تقاوم من اجلها
أن تنفض عنها غبار إلياس ووتنهض
اظلم الليل ؛ انه الليل غطاء اعيننا في مهد الطريق ،ضماد بقايا أيامنا المتهشمه وظلال خطواتنا المترديه تعصف فيه الرياح بشده كانت عائده ادراجها مسرعه الخطي نحو تلك الغرفه المعدمه للحياه
كأن الزقاق خالي من الماره ، كانت متعبه اآلمت بها حمي منهكه ايعقل ان يكون من المطر ام من السعي من اجل قوت يومها ، ما ان وصلت حتي رأت حياه ساكنه في نومها حتي سكن قلبها
ايقنت انه في كثيرمن الأحيان تتشكل الهبات والعطايا في أرواح مرسله محمله بعبق العشق الدائم ،ارسلهم الله لنا نعمه كاصيب في جوف السماء ،جلست تشاهد عقارب الساعه التي لم يشهد حالها الثبوت يوما
وان كل لحظه منها بألف عام في وداعه ،وكل عام بالف موت في غيابه
اخبرت حياه ذات يوم حين سالت علي والدها وتاخره في العوده انه ذهب وسوف يعود لم تخبرها إنه ذهب الي برزخ عوالم خفيه
لم يطاوعها قلبها ان تخبرها ان من تستند عليه وتحتمي في ظله ذهب بلا عوده
كيف اجعلها تصارع غياهب النسيان مثلي
كيف اخبرها انه لا قبلات قبل النوم ولا أحلام معه بعد اليوم ستشرق في عيناها كضوء الشمس
كيف اخبرها انها لن تتهافت بداخلها رغبات الحياه بعد رحيله
ا اخبرها ان تلك الروح لا تموت ولا تفني ولا تشيب لن تستوعب ذات السبع سنوات لغه مفارقه الجسد وبقاء الأرواح
لست ادري أي درب ستسلك خطواتها الصغيره من بعده
واي قدر قد ينتهي به طواف العمر ويتوسد به نهايه رحلتنا المقدره
ولكن اتمني حين ينقضي العمر ويمر ان تجدي ياابنتي الملاذ والسند ان لا تضيعي في غيابات الجب
اشتدت بروده الليل واشتد معه التعب
تسللت رياح من اسفل باب الغرفه رياح تبعث في النفس عيشً بعد مرقدها فتلتحف باغطيه الحنين تاره والوجيعه تاره اخري ، تأتي لتطفي لهيب اشتياق مؤججا ونحيب مؤجلا
اشرقت الشمس بعد ليل طويل شديد البرودة
استيقظت حياه علي صوت بائع متجول بحلوي اشتهتها نفسها ايقظت أمها لتلبيه طلبها ، أخرجت والدتها بعضا من نقود معدوده لا تكفي لتكمله يومها اعطتها منها ،وهمت لتبدا يومها
وحدها تعلم كيف يضنيها يومها وكم يشقيها
كيف تتسرب ذرات الألم رويدًا رويدًا لتسكن روحها
وحدها تمضي الطريق ممسكه بيديها انا الجسد وهي الحياه
بالكاد انتهي يومها مثله كسابقه تجول ببضاعتها تاره وتفترش الأرض تاره الأخرى تبيع بعضا من القطع في اليوم تستر بها يومها وتسد جوع ابنتها كانت الأيام تشبه بعضها
الي ان جاء يوم كانت سماءه ملبده بالغيوم أصوات الرعد والبرق تجف منها الصدور
اشتد عليها التعب انهكها تدهور حالها فجاه هي من كانت تعافر من اجل حياه كانت تستهان بكل امر حتي لا تتكاسل وتتصاعد عن رزقها الي ان ساء حالها قلبها ذهبت الي المشفي كانت ردهاتها تغض بالمصابين بالوباء كانو يفترشون ارض الممرات من كثرتهم
انتابها الخوف من ان يصيب حياه مكروه خرجت متنصله من أي ألم تظاهرت بامتثالها للشفاء
الي ان وصلت لغرفتهم وسقطت مغشيا عليها
جلست حياه بجوارها تبكي وتصرخ حتي استعادت وعيها كان شاحب وجهها لا تقدر علي الحراك راسها يثقل وجسمها يبرد ، غير قادره علي منازعه خروج روحها ، ينغلق منها مجري الهواء ،تفقد القدره النطق تشعر كأن روحها تغادر جسدها
تفوهت ببعض كلمات اخبرتها بان روحها الصادقه البريئه باتت رفيقتها بعد ألان
ولتشعر دائما ان الله معها وسيزهر لها بستانها التي بددها الحزن
عّم الهدوء المكان
زان الدمع عيناها الواسعتين ،من حزن وخوف من فقد
هرعت مهروله تمرعلي الطرقات مشرده، كان حينها يوما ماطر اخر ،كانت حياه حينها تركض وتتعثر في حبات المطر الغزيرالذي يداعب وجهها الشاحب ويقسو علي جسدها الهزيل ذات الغطاء المرقع لم يكن المطر يومها صديقا لها ،كآن عائقا لها يمنعها من الوصول لمبتغاها كانت تهرول قاصده الصيدليه في الحي المجاور لها
الي ان وصلت همت بالدخول غير مكترثة بما تاركته خلفها من اثار طين ،رمقها الصيدلي بعيون كلها استفهام وتاره اخره نظرات حيره كيف تاركها والدها في هذا الجو الراعد
سالها الصيدلي اين والدايكِ
اجابته وشفتاها ترتجفان من بروده الجو العاصف اخبرتني امي انه خرج وسوف يعود ولكنه لم يأتي حتي الآن ؛
اعتقد الصيدلي انها أتت لطلب المساعده حينها
أخرجت من جيبها بعضا من قطع النقود اخبرته ان يعطيها دواء ليعيد الحياه الي والدتها ويعيدها الي الحياه وعم السكون المكان وساد الظلام للحياه .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى