ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة .خربشات ألم للاجئة سورية .مسابقة القصة القصيرة بقلم / خلود أحمد بدران .سوريا

خلود أحمد بدران
الجنسية : سورية

المشاركة : قصة
اسم القصة : خربشات ألم لاجئة سورية
رابط الفيس بوك: https://www.facebook.com/profile.php?id=100014739392796

خربشات ألم للاجئة سورية !!
الاسم : خلود

جاء تشرين الثاني وحمل معه الوجع ياأبي.
في 5/11/2015م غابت شمسك عن حياتي ياأبي

” رحمك الله واسكنك فسيح جناته ”
بحكم علاقتنا الأسطورية أشعر بأن لديك رغبة في الإطمئنان علينا جميعا. لذلك سوف أسمح لنفسي أن أحلم وأحادثك حتى لو في الخيال .
الحمد لله جميعنا بخير يا أبي….

أختي الكبرى
حصلت على إقامة في إحدى أهم الدول الأوروبية ولكن ابنها الكبير عدنان ،هل تتذكره يا أبي؟؟؟
عمره 18 عاما توفي في آذار بسبب إحدى القذائف في دمشق ، سقط الخبر على قلوبنا ودمر كل شيء تعلمناه في حياتنا يا أبي …
لا تخف ياأبي ، لقد قمنا بواجب العزاء وتقبلنا العزاء نحن واختي عبر جميع مواقع التواصل الاجتماعي ” فيس بوك وتوتير وواتس أب” .
لأننا جميعا لم نحضر العزاء يا أبي، ومازالت اختي متماسكة وواجهت بإيمانها القوي الموقف، ولكنها يوميا تقوم بزيارة الطبيب .

أما أخي الكبير يا أبي
فقد تعرض لعملية اطلاق نار كادت أن تفقده حياته ،لكن الحمد لله .. لا تخاف يا أبي… مازال أخي على قيد الحياة .
نعم دخل أخي إلى المستشفى وتم اجراء ثلاث عمليات لساقه في يوم واحد .
وتم إزالة الطلق الناري ووضع الصفائح المعدنية والبراغي لساقه حتى يستطيع أن يمشي عليها .
أشعر انك تريد ان تسألني عن..!
كيف استطاعت عائلتنا الممزقة أن تؤمن المبلغ المطلوب للعملية؟؟؟

لا تخاف يا أبي
أمي وأختي وأخي، قمنا باستدانة المال من المعارف والأصدقاء ولَم نترك بابا إلا طرقناه .
ومازلنا حتى اليوم نسدد ديون العملية .
تريدني ان أخبرك عن أخي الصغير؟ .
إنه بخير، نعم هو يعمل ولكنه يعمل كل أسبوع في مكان فهو لم يكمل تعليمه بسبب الحرب لقد تشردنا ياأبي.

أما أمي ..
لا تخاف يا أبي فهي بخير …
بالنسبة لصحتها فهي جيدة ولكنها تعاني انهيار أعصاب لأنها لا تستطيع استيعاب ما يحصل لكل أفراد العائلة بعد الحرب ياأبي.
أما عن حبيبة قلبك ودلوعتك خلود ..!
فيا أبي
ما زلت على قيد الحياة وأستطيع التنفس وأعتبر ذلك معجزة إلهية ياأبي .. .
أعرف أنك تود الاستفسار عن حبيب قلبك” إياد ” ابني الصغير ،أصبح عمره 11عاما ياأبي هو بخير ومازال يتذكرك عندما كنت تأتي وتحمل الحلوى له ، لكني لم أراه منذ كان عمره 9 سنوات يا

أبي.

أعدك ياأبي عندما التقي به سوف اخبره بأنك ابلغتني له السلام.. …
أبي
منذ صغري كنت تقول
أنني أملك إحساسا مرهفا مختلف عن كل البشر …
أصبح هذا الإحساس جزءا من ألمي وعدم استيعابي للواقع يا أبي …وعبئا ثقيلا على روحي .
أبي
اليوم شعرت بأن لله حكمة عندما ضاع قبرك …

الحكمة
أن قلبك الطيب والطاهر والنظيف حتى جسدك الميت لن يتحمل كل تلك الاخبار السيئة التي نقلتها لك .
اعتقد بأن روحك الطاهرة هربت من هذا العالم المليء بالخزي والعار لكي تنعم بعدالة الله ياأبي…
أبي أعتذر أنني سأقول لك هنيئاً بالموت ، فالموت أصبح أجمل بكثير من سخريات القدر التي تحدث معنا .. وكما يقول الماغوط تشبث بموتك .. ).
ابنتك المحبة التي تتمنى سماع صوتك والإرتماء في حضنك ،وتتمنى أن تقترب منها وتخبرها أن كل ما كتبته كان حلم وكان فقط

خربشات لاجئة سورية لا اكثر

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى