ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : خلف ستار الفرحة . مسابقة القصة القصيرة بقلم / أسماء حمدى شحاتة ..مصر

أسماء حمدي شحاتة..
مصر /محافظة أسيوط.

خلف ستار الفرحة
في يوم حار ومشرق، ذاك اليوم الذي ارتدت فيه( أسماء) ملابسها بشيء من الفرحة كان فستانًا باللون البنفسجي مزينًا باللون الرصاص، و قبعة من نفس اللون فقد كانت أنيقة بعض الشيء وتوجهت نحو المبنى حيث يجتمع الجميع..تسير بين إخوتها تحت ضوء الشمس في حالة من السعادة والبسمة تعلو وجهها إلى أن وصلت..
دخلت المبنى ولقيت أصدقائها..ألقت التحية بابتسامة قلبية، انضمت إليهم في لطف في انتظار مشرف الرحلة.
كان الجميع متحمسًا ومتشوقًا للمغامرة التي تنتظرهم..
وبينما كانوا ينتظرون، قرروا إمضاء الوقت بشكل ممتع.
بدؤا يلعبون ألعاب مسلية وحل الألغاز معًا، مما جعل الإنتظار يمضي بسرعة وبهجة.
ثم، بعد لحظات مثيرة، حضر مشرف الرحلة كان رجل في منتصف الثلاثين،أسود اللحية، يرتدي جلبابًا رماديًا فضفاضًا، كان شخصًا ودودًا ولطيفًا، ألقى التحيةعلى الجميع بلباقة وإبتسامة .. أجابوا .
ثم توجهوا نحو الحافلات.. التي سوف تستقلهم..
توجهت هي نحو الحافلة الثانية، استقلت مقعدًا لم تنازل عن المكان الملاصق للنافذة كالعادة، جلست بلطف، وبجوارها تجلس صديقتها المقربة ..
إنطلقوا… الطريق مزدحمًا وعيون الناس تنصب نحو الحافلات كزواحف ديناصورية رهيبة تقتحم الحافلات تمّلوها اقتحموها كأنهم لأول مرة يرون حافلة..
كانت جالسة في مقعدها تتابع سير عجلات الحافلة وانعطافها سعيدة مبتسمة .. شعرت بنسمات الهواء فأخرجت يدها من النافذة تتحسس الهواء.. تعلو بنظرها ناحية السماء في لقطة سينمائيّة تتأمل السماء الزقاء، تستنشق الهواء مستمتعة بالمناظر الخلابة، وأشعة الشمس التي عانقت وجهها.. ومن وقت لآخر كانت تفتح مع صديقتها حديثًا قصيرًا وسرعان ما تلتفت منها إبتسامة قبول..
وصلوا .. وبمجرد وصولها شعرت بالدهشة والسعادة لرؤية المكان فقد كان به صالة ألعاب رياضية،ومسبح ،وملعب تنس، وملاهي للأطفال ..
سارو نحو حمام السباحة، نزل بعض أصدقاءها المسبح وجلست على المقعد مع البقية بجانب المسبح تنظر إليهم شاردة حزينة؛ فلقد منعتها أمها من نزول الحمام؛ لأن به عدوى..
نظرت إلى المسبح الجميل بمياهه الزرقاء العذبة وحلمت في صمت … ليتني استطيع النزول معهم!
همهمت بها في خاطرها وهي تتكىء على المقعد وتنظر إلى الأمام ..
وأثناء شرودها سمعت صديقتها تنادي عليها
تعالي انزلي المشرف سمح لك بالنزول.
تبسمت لرغبتها الملحة في نزول الحمام منذ زمن طويل..
دخلت إلى المسبح مع أصديقائها، شعرت بنسيم الماء يلامس بشرتها، تنغمست في الماء المنعش والفرحة تملأ وجهها.
بدأت تلعب، وتغطس، ثم تخرج، تغطس، تعوم، تفرد يدها وتأخذ بعض حبات الماء وترشقها على أصديقائها في لحظات من الضحك والمرح الطفولي .. جاء مشرف الرحلة وخلع ملابسه ونزل معهم؛ ليشاركهم اللحظات الطفولية..
وفجأة! صفر الحارس وخرج الجميع.. ارتدوا ملابسهم… وغادروا االمسبح بعد حمام منعش.
في طريقهم إلى الملاهي كانت قريبة من الحمام ساروا خطوات قليلة ثم وصلوا..
جلست هي وأصديقاؤها على المقاعد في إنتظار عودة الكهرباء لركوب الألعاب،أخذت تتأمل المناظر الخلابة..
ثواني… وأحضر المشرف الطعام، وجبات خفية ومشروبات باردة ،وحلوى.
أخذوا يأكلون ويشربون بشي من السعادة والمرح، والابتسامة تزين وجههم..
لحظات وعادت الكهرباء، وضاءت الملاهي بأنوارها الساطعة ..
قفزوا فرحًا، توجهوا إلى ألعابهم المفضلة.
قضوا وقت ممتع في ركوب القطار الهوائي السريع وعجلة الدوامة المدهشة والسيارات المصغرة ..
تبتسم وترفع يديها في الهواء وكأنها تطير في كل ركوبه.
لم تكتفي بالألعاب المثيرة، أخذت تجرب الألعاب المائية المنعشة. تزحلقت على الزلاجات المائية السريعة وتنقلب ويُسقطها الماء، مما يثير ضحكاتها وسعادتها .
كانوا يضحكون ويصرخون من الإثارة والمرح. تعالت أصوات ضحكاتهم الصادقة في الهواء..
يلتقط المشرف الصور لهم ؛ لتخليد تلك اللحظات الجميلة ، يبتسم، وتتسع ابتسامتة مع كل صورة يلتقطها ..
انتهت الرحلة، تشعر بالحزن الطفيف على انتهاءها..
مع ذلك، كانت لديها ذكريات لا تنسى وتجربة رائعة صنعتها في يومها.. فشعرت بالأمل والسعادة يملأان قلبها..
عادوا إلى الحافلة .. تجلس على مقعدها شاردة تسترجع الأحداث التي عاشتها خلال الرحلة واللحظات التي تقاسمتها مع أصديقائها في حالة من السعادة ..
تصل إلى البيت لتجد أمها وجدتها ينتظرانها تبتسم لهما وتبدأ في سرد ما حدث معها..
تدخل غرفتها وتستلقي على الفراش بجسد منهك ثم تتذكر أن معلمتها طلبت منها تدوين هذه الرحلة في قصة لتكون ذكرى ..
تبتسم… تنهض نصف استقامة، تلتقط دفترها وتمسك القلم وتشرع في الكتابة بسلاسةإلي أن تصل إلى النهاية…بحماس تكتب النهاية وتعقبها .. بإهداء
إلى معلمتي التي وضعتني على أول الطريق وأعطتني كل وسائل البحث اللامة
“ليتك كنتي معي في رحلتي.. أحبك”
ثم تغلق الدفتر ….
وتعود لتنام … تغمض عيناها.
تتوقع فرحة معلمتها عندما تقرأ القصةالتي كتبتها..

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x