الإسم / سميرة محمد محمود العوضي
إسم الشهرة / سميرة العوضي
الدولة / مصر
مشاركات قصة قصيرة بعنوان دكتاتورية رجل
رابط الصفحة الشخصية علي الفيس بوك /
http://www.facebook.com/samira.mohamed.3950
دكتاتورية رجل..
ماذا يحدث للمرء عندما يظل متجمدا وفقا لظروفه و لا يستطيع منها مهربا أو مفرا ؟ أيظل ساكنا دون حراك من أجل العطاء ؟ هل يمنح كل ما لديه حتي لا يبقي له شيء سوي البقاء ؟ أم ماذا بيده و بعقله و بأفكاره يمكنه أن يفعل ؟ أيبدأ بتحرير أغلال حياته و قيودها ؟ أم يسير وفق التيار و لا يعاديه ؟ فهناك أسرار و أسرار بين طيات التيار لا يمكن للمرء البوح بها أو إخفائها أكثر مما أخفاها فقد تثقل كاهله حتي يغرق بها و منها و فيها دون أن يجد المساندة المطلوبة.
يبدو أن هذه هي مجريات الأمور القدرية التي لا يمكن للمرء أن يفر منها أو يتمرد عليها إلا القدر فهذا الأمر هو الحتمي و الحقيقي في حياتنا و لابد للكل ألا يتحداه فلن يهرب منه مهما لاقي في طريق العمر من مطبات تطيح به لبعض الوقت ليفيق و يدرك أهميتها في مشوار الحياة، فإنها إن لم تصبه أفادته و أثقلته خبرة.. و إلي هنا هيا لا تدري هل للمرء فرصة في العمر أخري للمرور من عنق الزجاجة المغلقة عليه هو و من معه فيها ؟ ليتها تجد هذه الفرصة.. ليتها تكون حقيقية لا وهمية أو خيالية أو آمالية دون الطموح في تحقيق مستقبلا.. لكن المشكلة لا تكمن في هذه الفرصة و لا في القدرة علي تحقيقها.. إن المشكلة الحقيقية تكمن وراء ما سيحدث في أعقاب الخروج من عنق الزجاجة المغلقة و ما سيتسبب فيه هذا الخروج، ليس لها وحدها و لكن لكل من هم حولها و يهمها أمره، فإن لم تستطع أن تسيطر علي أعصابها و كيانها كله و عقلها قبل كل شيء، فسينهار عقار حياتها كله لا علي رأسها وحدها لكن علي رأس الكل.. صحيح أن المبررات قوية فالسلطة الدكتاتورية التي تحكم و تتحكم في الزجاجة المغلقة علي من فيها كادت أن تخنقهم جميعا حيث أنها أصبحت بخيلة في ضخ الأكسجين اللازم لإمدادهم بالحياة.. في الأول بخلت عليهم بالمشاعر و الأحاسيس و العواطف القوية التي كانت تساعدهم علي التحمل.. ثم تدريجيا تناست هذه الأمور و تقوقعت علي نفسها و إهتمت بأمرها و تركت أمرهم لله فهو وحده القادر علي الخلاص و النجاة لكل إنسان من مخاطر الدكتاتورية و الإستغلالية، و لم تكتفي هذه السلطة بهذا، بل أصرت علي العناد و الإستكبار للأمور التي يمكنها أن تلم الشتات المتبقية و تقوم بتجميع ما يمكن للمرء أن يجمعه من خلال بذل المزيد من العطاءات.. و هكذا ظلت هذه السلطة في تمردها و لم تكتفي، بل إفتعلت مضايقات مادية لتحيل حياة المساجين في الزجاجة لجحيم حقيقي و لم يعد لديهم فرصة للخروج منها إلا بالتمرد الحقيقي و رد الصاع صواع بكسر الزجاجة في وجه صاحبها ليعلم أن المرء قادر مثله علي تحقيق طموحه و آماله بإستخدام نفس القدر من التحكم و السيطرة علي مجريات الأمور بعقلانية هو لا يدرك قيمتها إلا بداخله وحده و لا يعلم أنها موجودة بداخلهم جميعا و لديهم القدرة الفعلية علي التحكم فيها مثله، فلابد أن يفيق من ثباته قبل أن يفوت الأوان.
بكل الحب في قلوبهم برغم أنهم ما زالوا داخل الزجاجة يدعون له أن يشعر بما يشعرون به و يستشعرهم مثلما يستشعرونه بقلوبهم و يدعون و عقولهم تفكر في الخلاص الفعلي.. أتمني أن لا تندم علي ما يمكن لدكتاتوريتك أن تفعل بك و بهم.. كل الدعوات من قلوب خنقتها الحياة بضغوطها أن تحيا و نحيا في حب و حرية و عدل.. عدل.. عدل إلي ما لا نهاية.