ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : دولابي الثقيل . مسابقة القصة القصيرة بقلم / سمر جمال غيضان ..مصر

الاسم سمر جمال غيضان

رابط الفيسبوك

https://www.facebook.com/samar.gamal.1422?mibextid=ZbWKwL

التصنيف قصة قصيرة

 

دولابي الثقيل

 

ثلاثين عام وأنا أحمل دولابي الثقيل على ظهري ولست أدري، شهدت منذ أيام فيلم قصير أعجبني بشدة، بعد أن قرأت مقال لجلال أمين يحكي عنه بإعجاب، الفيلم يحكي عن رجلين يحملان دولاب ثقيل في على شاطئ النهر، يريدون الوصول للبر الثاني، كلما تقدموا في النهر، أغرقهم الدولاب الثقيل، ومازال مصران على أن يحملوا دولابهم للرمق الأخير، اندفعت بالضحك الباكي عندما شاهدتهما يلفظ أنفاسهم الأخيرة ، وأشارت لهما بإبهامي من خلف الشاشة بسخرية، غبيان، ماتوا من أجل دولاب ثقيل، كان يجب أن يركوه ويخرجوا للبر.

 

نمت ليلتها، وعقلي مشغول بالفيلم، حلمت كيف صارت معهما دخل الفيلم، أنا واقفة على بر هذا النهر، وهما في منتصفه، أصرخ بهما، اتركِ هذا الدولاب الثقيل الذي يقتلكما، يالغبائكما، اتركوا كل ما يعيق حركتكما في الحياة، ستموتان أن لم تتركوه، انزلقت قدمي في النهر، وأنا أصرخ.

استيقظت من حلمي مفزوعة، وكان شيء من البلل كان قد طال قدمي، استغربت من أين أتت تلك المياه، لكنه حلم بالتأكيد، تركت السرير وبدأت يومي أرتب بيتي وأحضر الطعام وأنزل الأولاد للمدرسة، أقف في بداية الحارة انتظر عربة الأجرة واذهب للعمل، خرجت منه لأكمل مسيرة يومي الشاق، إلى أن وصلت للساعة الواحدة صباحًا، ومازالت مستيقظة أبحث عن فيلم قصير، لا يتعدى العشر دقائق ينتشلني من التعب.

أخفقت في العثور على واحد، فنمت خوفًا من ضياع النوم، ووجدتني في حلمي السابق، لكني كنت قد اقتربت منهما أكثر، قد ابتلت قدمي تلك المرة لأعلى فخذيتي، ووجدتني أغرز أكثر، يخرج صوتي ما بين شفتي ولكن صوتي ليس مسموع لهذان الغبيان .

 

استيقظت وأنا مهمومة بهما ومنزوعة أكثر فقد وصل البلل لفخذيتي كما الحلم، أريد أن أنقذهما، أعد البيض للأطفال قبل النزول، تركتهما اليوم توصلهما جارتي بثينة مع بناتها، وأنا مهمومة بهذان الغبيان، من يحمل هم دولاب ثقيل هكذا بلا داعي، وسط نهر جارف سيغرقه بالتأكيد، هل الخوف من الغرق سينقذهما، هل الكلام يصلهما من الأساس أما لا ؟

 

في العشر دقائق الخاصة بي في اليوم، بحثت عن أفضل طريقة للإنقاذ من الغرق تحت وطأة ثقل، فوجدت واحدة باستخدام خشبة عريضة، حسنًا أنا امتلك خشبات كثيرة في مخيلتي، سأنقذهما اليوم.

 

نمت وحملت خشبتي معي، ونزلت نحوهما، كلما اقتربت ابتل جسدي أكثر، وابتعدا هما، أجدف بكلتا يدي مع خشبتي العريضة نحوهما، يسحبني الوحل أسفل قدمي لأسفل، وتبطيء حركتي لأحاول التجديف بقوة أكبر، كنت قد وصلت لهما، بعد مشقة وعناء، ابتسما لي، وجدت فسحة تحت الدولاب، وضعت الخشبة بالطريقة السهلة التي تعلمتها، وضعتها وتركتها كي يتركوا الدولاب ونذهب جميعًا، نظرا لبعضهما البعض واستعجبا من إشارتي للخروج، يبدو أنهما رفضا أن يتركوا دولابهم الثقيل، سأخرج أنا من تلك الدوامة، ولكن من يساعد هذان الرجلان، لا قلبي لن يطاوعني أن أتركهما في عوز، وقفت معهما أحمل دولابهما الثقيل، أتصور أني الآن صارت جزء من الفيلم، وأحدهم يشير لنا ويضحك، يلومنا أننا نحمل دولابنا الثقيل ونموت تحته، هل تركت أنت دولابك الذي سيقتلك وصارت حر، أضحك كما تضحك أنت علي وأنا ألفظ أنفاسي

 الأخيرة

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x