ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : رجفة أمل . مسابقة القصة القصيرة بقلم / فاطمه حامد محمود فرج ..مصر

الاسم /فاطمه حامد محمود فرج

اللقب /استينا الشامي
قصة بعنوان #رجفة أمل #

على خطى ضوء الفجر، تتسارع الأيادي لتفك وثاق علياء، لتجد نفسها ملقاة وسط ظلمات لا سبيل لها سواها. تنبعث من أبوابها رشفات ضوء خافته، تبقيها في رحم الأمل.

تارة تأخذها غيبوبة عميقة لعالم لا قيود فيه، وتارة يجلدها أنين واقع غارقة فيه. تحمل يمناها بيسراها وتحاول أن تنقش على تلك الحوائط التي تتحسسها وتغطيها ذكرياتها. تعد الأيام وتحفرها، وهي تحاول أن ترسم طريق عودتها.

لكن كلما اندفع ذلك الوحش وتقاربت خطاه من الأبواب، كلما ارتجفت وصرخت، بينما هو يجمع بين وجنتيه أنياب مخيفة تنهش فيها بلا رحمة ولا يتركها لعابه إلا وهي غارقة في دمائها.

لكن اليوم مختلف. هي لا تعي ما وضع بين ثيابها الممزقة شيء يتحرك ويسكب على كل جرح بها ماءه ليطفئ نيرانه، ولكنه يحدث لها عكس ما يفعل، فتزداد سوءا. بالكاد تسمع تحرك شفتيه وتشعر به وهو يتغذى على دمائها.

يتكرر هذا الأمر كل يوم، يدفع الوحش شيء ويعود ليختفي معه. وفي كل يوم، تضعف قواها ويضيق مكانها، بينما هذا الشيء تكبر رجفاته وقواه، تسع ما تبقى حولها.

يدفع هذا الوحش الباب بقوة، ليسقط ضوء على صدرها، لتجد نقاط بيضاء مخضبة بحمرة جروحها تتساقط منها. ليلتقطها هذا الشيء الصغير، تحاول أن تمسك بطرف الكبير قبل أن يغلق أبوابه بوجهها كالعادة، ليدفعها ويتمتم بأشياء لم تفهمها، ويسحب أشواكه المغروسة بها ويرحل.

تضع رأسها أرضا، وهي متيقنة أن الله سيفعل لأجلها شيء ربما. وفي اليوم التالي، تندفع لتختبئ فجأة خلف الباب، ولكن تلك المرة الخطى المتقاربة تبدو كأنها طوفان ينجرف بغرفتها.

كادت أن تفضحها دقات قلبها المنهكة. يفتح الباب، ولم يتبقى منه سوى بضعة سنتيمترات بينه وبين الجدران. تسمع هؤلاء بعد أن رحلوا،
ويرددوا : يستحيل أن يوجد أحد هنا.

تحاول أن تصرخ وتنادي، ولكن لم يسمعها أحد. بدأت تزحف أرضا، وكأنها تزيح أوساخ تلك السنوات الضائعة من على أعتاقها، لتصل للأبواب الرئيسية. وهي تمسك بخيوط الضوء، تتردد الأصوات حولها: “الله أكبر، حمدا لله على سلامتك”.

وهي ترتجف، ليغطي جسدها العاري أيادي الأبطال، ويطمئنوها، ولكنها تنهار دموعا. يقول أحدهم لها: “إبنتك بخير، سيدتي”. لترد علياء، وهي تتحسس معالم وجهها وكأنها تجمعها:

“أنا مازلت طفلة، أبلغ أربعة عشرة عاما. أهذا الشيء كان إبنتي؟ ماذا تقول؟ لا، لا، ومن أبوها إبنة إبليس؟ كيف خرجت تلك البراءة من ظهره؟ أين حياتي ووطني ودميتي الصغيرة؟ أين شعري الذهبي؟ لا تمسكوا بي، لن أذهب للمستشفى بدون إخوتي. سأبحث عنهم، ربما تركوا شيء يدلني على طريقهم، على الجدران. أن لا أرى شيء. أهذا الركام موطني الأخضر؟”

ليرد أحد الأبطال: “سنجدهم بإذن الله،
لن ندع لمغتصبي حقوقنا سبيلا وسنغرس في كل أرض أغصاننا لنحيا من جديد ما دمنا نتنفس يا صغيرتي”.رابط الفيسبوك https://www.facebook.com/share/1AiZNDqpkw/

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x