ط
الشعر والأدب

قصة رعب : ( مرآة الشياطين ) للكاتبة المغربية / فاطمة البسريني

في الخارج ، أكون وحدي، أنظر حولي ،لا أحد هناك ،

لكنني أسمعهم يصرخون باسمي مقلوبا .

في غرفتي ، أستيقظ من نومي ،أجد وجوههم أمام نظراتي الخائفة والضائعة، إنني أكرههم ،أنا من يصرخ الآن في غرفة التعذيب هذه .

شتمهم لي لا يمسني بتاتا،لأنني أعرف تمام المعرفة أنهم على حق .

يضعون أمامي مرآة ،

لا أرى إلا اللون الأحمر،

كانت رؤوسهم تظهر من المرآة فأجتثها بسرعة البرق .

لم تبق إلا جماجمهم حولي، تنظر إلي من حفر كانت أعينهم فيما مضى ،لكنني لا أرى غيرهم في هذا الظلام الدامس وخنجر لامع يقطر بدمائهم جيئة وذهابا .

إنه أمرمفزع جدا .

وقررت ألا أكون مثلهم لأنهم بكل بساطة هم جحيمي .

فكيف أغادر هذا الجحيم ؟؟

كانت جملة تكرر نفسها في كل ذرة من جسمي،

( إنك تستحقين عالما من دونهم …عالما لا وجود لهم به ،

لا تخشي شيئا ،إنهم ظلال فقط ،أشباح تبرز أسنانها لكنك عندما تبتسمين فإنهم يتذمرون …)

يمتصون دمك بحنق وغضب ،لكنك تظلين مبتسمة وكذلك جروحك التي تنزف .

وتعرفين متأخرة أن دمك ليس دما بل هو شراب للشياطين .

تتساءلين ،لكنك لا تجدين أجوبة ماعدا أنك وحيدة وسط جحيمهم الذي لا يطاق .

وتعرفين أنك أصبحت عمل الشياطين الفني ،ممزقة من جميع الجوانب ،والتعليق الوحيد الذي تجدينه لنفسك وأنت تنظرين إلى المرآة الحمراء الملونة بدمك الذي أخذ لونه يميل إلى السواد :

(افرحي، لقد أصبحت صديقة لليل وتعيشين في أعماقه مع ملل عميق يثابر علي حفر جسدك ،ويبقى رأسك هو المكان المخيف على الإطلاق .

قصة رعب : ( مرآة الشياطين ) ـ فاطمة البسريني

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى