في غرفتي ، أستيقظ من نومي ،أجد وجوههم أمام نظراتي الخائفة والضائعة، إنني أكرههم ،أنا من يصرخ الآن في غرفة التعذيب هذه .
شتمهم لي لا يمسني بتاتا،لأنني أعرف تمام المعرفة أنهم على حق .
يضعون أمامي مرآة ،
لا أرى إلا اللون الأحمر،
كانت رؤوسهم تظهر من المرآة فأجتثها بسرعة البرق .
لم تبق إلا جماجمهم حولي، تنظر إلي من حفر كانت أعينهم فيما مضى ،لكنني لا أرى غيرهم في هذا الظلام الدامس وخنجر لامع يقطر بدمائهم جيئة وذهابا .
إنه أمرمفزع جدا .
وقررت ألا أكون مثلهم لأنهم بكل بساطة هم جحيمي .
فكيف أغادر هذا الجحيم ؟؟
كانت جملة تكرر نفسها في كل ذرة من جسمي،
( إنك تستحقين عالما من دونهم …عالما لا وجود لهم به ،
لا تخشي شيئا ،إنهم ظلال فقط ،أشباح تبرز أسنانها لكنك عندما تبتسمين فإنهم يتذمرون …)
يمتصون دمك بحنق وغضب ،لكنك تظلين مبتسمة وكذلك جروحك التي تنزف .
وتعرفين متأخرة أن دمك ليس دما بل هو شراب للشياطين .
تتساءلين ،لكنك لا تجدين أجوبة ماعدا أنك وحيدة وسط جحيمهم الذي لا يطاق .
وتعرفين أنك أصبحت عمل الشياطين الفني ،ممزقة من جميع الجوانب ،والتعليق الوحيد الذي تجدينه لنفسك وأنت تنظرين إلى المرآة الحمراء الملونة بدمك الذي أخذ لونه يميل إلى السواد :
(افرحي، لقد أصبحت صديقة لليل وتعيشين في أعماقه مع ملل عميق يثابر علي حفر جسدك ،ويبقى رأسك هو المكان المخيف على الإطلاق .
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون