يسرحُ العقيد”صابر”، ويتذكَّرُ تضحيات الشُّهداء على مرِّ العصور، ويردفُ:
-لقد ضحَّى الكثير مِن المصريينَ بدمائهم وأرواحهم، بداية مِنْ” كاموس”، مرورًا بـ”عُمَر مَكْرَم”و”جوَّاد حسني”،و”عاطف السادات”،و”أحمد منسي”.
الابن الأكبر يشيرُ بيدِهِ، يمسك طرف الحديث قائلًا:
-أبي، لقد درسنا في مادة التاريخ أنَّ مصر كانتْ، وستزالُ مطمعًا لكُلِّ الطَّامِعينَ، وكَمْ كانتْ عصيةً وأبيةً، وترفض الاستسلام والخنوع لأي مُحتلٍّ، مهما كانتْ قوته!!
يلتقطُ”عامر” حديث أخيه الأكبر، ويُدْلِي بدلوه مفتخرًا:
-أخبرتنا الأستاذة”مُنَى” مُعلِّمة الدراسات الاجتماعيَّة أنَّ مصرَ قهرت التَّتار، وكسرتْهم في معركة “عين جالوت”.
“علياء” تبتسمُ ابتسامة تملأ الكون بالحبور، وتقولُ:
-مصرُ أيضًا انتصرتْ على الصَّليبيينَ في موقعة”حطين”، واستردَّ”صلاح الدين الأيوبي”
يلتقِي العقيد برفاقِهِ في العريش، العميد “محمود” يبسطُ أمام الضُّباط خريطة للعريش،
ويشيرُ بعصا صغيرة إلى أحد الكهوف، ويقول:
– يوجدُ بعض الإرهابيينَ في ذلك الكهف،ويجب أن نقضِي عليهم!
العقيد”صابر” يقترحُ خُطَّة جريئة جدًا:
-طبعًا هؤلاء الجرذان ينشطونُ أكثر ليلًا؛ ظنًّا منهم أنَّهم غير مرصودِينَ منا.
العميد” محمود” يهزُّ رأسَهُ،يقولُ:
-وما خُطَّتُكَ سيادة العقيد؟
العقيد”صابر” يفركُ أصابعَهُ:
-نراقب المكان جيدًا ثُمَّ نتتبَّعُ مَنْ يخرج منهم ثُمَّ نقبضُ عليه، ويرتدي واحدٌ منا ملابسَهُ،ويعود بعد أن يُغطِّي وجهَهُ جيدًا.
العميد يتحمَّسُ:
-فكرة رائعة!! ….ولكنْ؟!
العقيد يكملُ خُطَّتَهُ:
-مَنْ سيدخل منا الكهف يطلقُ قنابل مُسيِّلة للدُّموع، ويطلقُ ثلاث طلقاتٍ في الهواء،بعدها تقتحم
القُوَّة ، وتشتبكُ مع الجرذان، وتصطادُهم.
القمر يزيِّنُ السماء الحزينة على استشهاد الأبطال، يخرج أحدُ الجرذان؛ لشراء بعض الاحتياجات، يتمُّ الانقضاض عليه مِنْ أحد عناصر القُوَّة، يلبسُ العقيد “صابر” ملابس الإرهابي؛ فقد كان جسمه مماثلًا لجسم الإرهابي الذي تمَّ القبض عليه وتخديره.
يتسلَّلُ إلى الكهف، وينفِّذُ خُطَّتَهُ.
يخرج أربعة إرهابيين من الكهف، وبحوزة كل منهم مدفع رشَّاش، خرجُوا يترنَّحُون مِنْ أثر القنابل المُسيِّلة للدموع.
أطلقوا النار بكثافةٍ ضد أفراد القوة، اُستُشهِدَ ضابطانِ وثلاثةُ جنودٍ.
العقيد”صابر” يطلق الرصاص بمهارة فائقة على أرجل الجرذان، يسقطون أرضًا.
يصرخون، تنقضُّ القُوَّة ، وتُلقِي القبض عليهم.
يعود”صابر” إلى أسرته بعد يومينِ، وقد ارتاح قلبُهُ وعقلُهُ.
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون