ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : زهراء فى الخريف .مسابقة القصة القصيرة بقلم / رانيا عثمان محمد . مصر

خاص بمسابقة القصة القصيرة مهرجان همسة الدولي للادب والفنون الدورة العاشرة 2022

الاسم/ رانيا عثمان محمد

أسم الشهرة/ د. رانيا عثمان

الدولة/ مصر

رقم التليفون والواتساب/ 01097502749

لينك صفحة الفيس بوك الشخصية

https://www.facebook.com/alrwdtmwl

المشاركة/قصة قصيرة بعنوان

زهراء في الخريف

بقلم د. رانيا عثمان

عاشت زهراء مع والديها حياة جميلة وطبيعية تميل الي الترف نوعا ما

فكل طلباتها مجابة لم يتأخروا في يوم من الأيام عن تلبية أحتياجاتها

وكيف يرفضون وهي الأبنة الوحيدة لديهم

لذا تعلمت طيلة حياتها معهم المعني الحقيقي للاخذ فقط

ولم تتعلم معني العطاء

فكونها ابنة وحيدة جعلها تميل الي حب ذاتها ولا تفكر في أحد غير نفسها

مرت السنوات علي هذا الحال

وتقدم العمر بوالديها

الي أن اصبحوا في الستين من عمرهم

مرضت الأم مرضا شديدا جعلها دائما ملازمة للفراش

وفي أحتياج لمن يخدمها ويلبي أحتياجاتها الشخصية

و أيضا لوازم وطلبات المنزل

فقد جاء الوقت التي ترد فيه زهراء الحب والحنان التي غمرت به منذ الصغر

وقد أصبحت فتاة جميلة في الثلاثين من عمرها

و قد آن الأوان أن تتنازل عن الترفيه وحب ذاتها

والخروج مع أصدقائها وتراعي أمها المريضة وتسهر علي راحتها

كما سهرت علي راحتها ووفت كل طلباتها

لذا تحدث اليها والدها قائلا:

أبنتي لقد كبرتي وعليك الآن تحمل مسئولية المنزل ورعاية أمك

فهي مريضة وتحتاجك الآن أكثر من أى وقت مضي

فردت عليه زهراء قائلة:-

ومالي أنا بتحمل كل تلك المسؤليات!

ومن أجل من؟

أنا أحب الحياة وأعشق أن استمتع بكل لحظة فيها مع أصدقائى

أما عن تلك المسئولية يمكنك جلب خادمة وممرضة أيضا لرعاية أمي

صدم الأب كثيرا من رد فعلها وسألها

هل هذا قرارك النهائي!

ورد الجميل لما تحملته أمك منذ ولادتك؟ وسهرت علي راحتك!

فقد حرمنا أنفسنا من كل متع الحياة التي تتحدثين عنها

من أجل تربيتك ورعايتك وحمايتك وتلبية كل طلباتك

فأجابت قائلة ما فعلتوه معي هو واجب كل الآباء تجاة ابنائهم

وانا غير مطالبة برد واجبكم الذى قمتم به نحوى

خرج الأب من غرفة زهراء والحسرة والألم يعتصرونه

ويشعر بغصة في نفسه و مرار العلقم الذي لا يستطيع أحد تحمله

هل هذه أبنتي التي طالما حلمنا أن تكبر وترعانا وتسهر علي راحتنا؟

هل تلك الابنة المدللة التي لم ندخر وقتا ولا جهدا ولا مالا لإسعادها!

وتوفير وتحقيق كل أحلامها ورغباتها!

مرت السنوات وقد مات الأب والأم وبقيت زهراء وحيدة في المنزل

بعد أن رفضت كل من تقدموا لها للزواج

لأنها تريد أن تستمتع بحياتها

حتي أصبحت في الأربعين من عمرها

تاركين لها بعض الميراث من أموال وشقتها الفارهة وسيارتها

حتي أصحابها شركاء الاستمتاع بالحياة

قد كبروا هم أيضا

وأصبح لكل منهم حياته الخاصة

فمنهم من كونت أسرة

وأنشغلت بنفسها وزوجها وأولادها

ولم يتواصلوا معها لفترات طويلة

وكلما هاتفتهم للخروج والسهرات يقدمون لها الأعذار

فكانت تضطر للخروج بمفردها إلي أن قابلت أمجد رجل أربعيني يعشق الحياة ويستمتع بكل لحظة فيها

وقد أظهر لها الود والحب إلي أن عرض عليها الزواج فوافقت

لأنها قد أعجبت به كثيراً وسرعان ما تزوجوا وعاشوا في شقتها

و أنجبت منه أبنتها الوحيدة منار فرحت بها زهراء جدا

ونسيت نفسها وحبها لذاتها وعكفت علي تربيتها

الي ان كبرت أبنتها وأصبحت في العشرين من عمرها

وفجأة مرضت زهراء مرض شديد

وطلبت من منار أن ترعاها وتجلس بجوارها حتي تشفي

وأنها اصبحت في الستين من عمرها ولا تقوي علي الحركة

فرفضت منار بنفس الطريقة التي رفضت بها زهراء زمان رعايتها لأمها

فصدمت زهراء وشعرت بنفس الألم والغصة التي شعر بها والدها

ولكنها للأسف لم تجد مالا لتحضر خادمة أو ممرضة لرعايتها

فقد أنفقت كل ما تملك علي زوجها وأبنتها المدللة

زوجها الذي لم تساله يوما عن تحمل نفقات المنزل والحياة الزوجية

لانه كان يعيش لنفسه وحياته فقط

وما يكسبه من عمله ينفقه علي سهراته وأصدقائه ومتعته الشخصية

غير مهتم لأمر زوجته وأبنته وتدبير نفقات لهم

هنا فقط أدركت زهراء أن الحياة داين تدان وأنها ليس فقط للأخذ وإنما يجب أن يقابلها عطاء

وأنها لو كانت وافقت علي رعاية أمها زمان لكانت أبنتها ترعاها الآن

وتبرها كما برت هي أمها زمان لكنها رفضت

وبقيت زهراء في خريف عمرها وحيدة مريضة

تستجدي زوجها وأبنتها لعلاجها ورعايتها حتي لفظت أنفاسها الاخيرة لتلحق بوالديها..

تلك زهراء التي مرت عليها أيام و سنوات تمنت أن يرجع بها الزمان لتجلس تحت أقدام أمها وتخدمها وترعاها حتي تشفي

وندمت جدا علي ما فعلت زمان ولكن وجدت أنه قد فات الأوان

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى