ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : شبح الماضى العنيد . مسابقة القصة القصيرة بقلم / رانيا عثمان .. مصر

الاسم: رانيا عثمان محمد عبد العزيز
اسم الشهرة: رانيا عثمان
الدولة: مصر
المحافظة: الغربية
رقم الهاتف: 01097502749
صحفة الفيس بوك باسم: رانيا عثمان محمد
https://www.facebook.com/alrwdtmwl
مجال المشاركة: القصة القصيرة
اسم العمل: شبح الماضي العنيد
————————————-
شبح الماضى العنيد
بقلم د. رانيا عثمان
يمر العمر بنا وتمضي السنوات قدما
ولكن تظل الذكريات محفورة في الوجدان
وكأنها كانت بالأمس القريب
فهناك أحداث فارقة في حياتنا وأيام تمر بلا هدف أو مشاعر بديلة سوى بالحزن والقهر والذنب
نعم الذنب على أنك لم تقدم المساعدة لمن أحتاجها منك في لحظة في يوم من الايام
كان يمكن أن تفرق معه في حياته كلها
كان يمكن أن تبقيه على قيد الحياة
ولكن علنا دائما نلتمس لأنفسنا العذر
وأن الإنسان لابد له من أسباب يقنع نفسه بها بأنه لم يخطئ
ولكن خالد مدرك تماماً أنه قد أخطأ
نعم فهو مخطئ والكوابيس لا تنفك تطارده في عالمه المظلم الذي يتأرجح فيه بين تعاطى مهدئات وعقاقير
من أجل أن يخلد للنوم بضع ساعات
خالد شاب ثلاثيني يعمل موظفا بأحد الشركات
ولديه مركز أجتماعي مرموق ويتمتع بسمعة طيبة بين زملائه فى العمل وحبهم أيضا
وهو صديق وفي على حد زعم رفيقه منذ الصغر ثروت
واللذان طالما أشتركا في العديد من المغامرات والهوايات أيضًا
فهما عاشقان للتصوير الفوتوغرافي ولديهما روح المغامرة ويحبان السفر أيضًا
في إحدى العطلات الصيفية قرر الصديقان المقربان أن يذهبا في رحلة تخييم بالجبل والأستمتاع بجمال الطبيعة والتقاط بعض الصور المميزة
وبالفعل تأهب الصديقان من أجل رحلتهما القصيرة وانطلقا سويًا
ذهب الصديقان وخيما في أول ليلة بأحد الجبال
وفي اليوم التالي بدآ جولتهما
كانت المناظر الطبيعية ساحرة جدا
وقد أنهمك خالد في التقاط الصور
لصناعة ألبومات جديدة مفعمة بالجمال ثرية بأحدث اللقطات لتشهد علي عظمة الخالق
بينما أنهمك ثروت في السخرية منه ومحاولة الأستمتاع بالطبيعة أكثر
وكان كثيرًا ما يخبر صديقه أن تلك المرة مختلفة
وهو يشعر أنها سوف تكون رحلة العمر

كان خالد منهمك بشدة في ضبط زوايا الكاميرا
من أجل التقاط صورة لجبل قريب منهما وفجأة سمع صرخة ثروت وهو يستغيث به طلبًا للنجدة فانزعج وترك الكاميرا ونظر خلفه مسرعا
ليجد ثروت ملقى أرضًا من شدة الضحك ويقول له رأيتك منهمك بشدة فأردت أن ألفت أنتباهك قليلاً
فنظر له خالد بحنق شديد
وقال له يكفي هذا الهراء فأنا قد تعبت بشدة في ضبط زاوية الكاميرا وانت ضيعت مجهودي في لحظة
مرت بضع دقائق أخري وفجأة سمع خالد صرخات صديقه ثروت يستنجد به مرة أخرى
ولكنه لم يلتفت إليه وقال في نفسه لعله يمزح معي
إلا أنه عقب مرور وقت قصير صمت ثروت صمت الصديق إلى الأبد
حيث نظر خالد حوله ولم يجد أثر لثروت وفجأة انطلق نحو حافة الجبل ليجد صديقه ملقى من أعلى الجبل حيث كان يقف إلى الأسفل وينزف دمًا شديدًا وقد فارقت روحه الحياة
ظل خالد يعاني طيلة سنوات عقب هذا الحادث من تأنيب الضمير
والحزن الشديد والشعور بالندم
وأيضًا بالأنانية أنه فضّل التقاط الصورة على إنقاذ صديقه ثروت
وكان خالد يهب من نومه فزعًا ولا يستطيع النوم مجددًا
سوى بعد أن يتناول الحبوب المهدئة من أجل تنويمه فأية
حياة تلك !
عندما رأى زميل خالد في العمل ما حل به عقب وفاة صديقه الوحيد ثروت
اقترح عليه أن يذهبا في رحلة لنفس المكان مرة أخرى
فأهم عنصر في القضاء على المخاوف هو مواجهتها بكل شجاعة وحزم
استمع خالد إلى زميله مراد وأدرك أنه محق بالفعل
لما لا يذهب إلى نفس المكان ويعتذر من صديقه ثروت
في تلك الليلة عقب أن حزم خالد أمتعته تأهبًا للعودة إلى حيث سقط صديقه ومات في الحال
رأى خالد طيف يحوم حول فراشه بالمنزل ليلاً وكأنه ثروت قد أتاه !
نهض خالد وظل يفرك عيناه نعم أنه هو لقد رآه رأي العين
فورًا نهض خالد وحمل حقيبته وهاتف مراد وطلب منه الذهاب الآن فوافقه
وعندما ذهبا إلى المكان شعر خالد أن ثروت يقف أمامه
وقال له لقد تركتني يا صديقي
فأجابه خالد والله لم أتركك لقد ظننتك تمزح وإذا ما تكرر الموقف مرة أخرى لكنت أنقذتك يا صديق عمري وحياتي

فقفز ثروت من نفس المكان مرة أخرى ليسقطى
ولكن هذه المرة انطلق خالد محاولاً جذبه إليه
ولكن فجأة اختفت يد ثروت عقب أن أمسك بها خالد أو هكذا خيل إليه
الآن وقد أستطاع أخيرًا النوم دون عقاقير أو مهدئات
أتاه ثروت مبتسمًا وهو يشكره أنه لم يخنه
والآن يستطيع أن يرقد في هدوء و سلام بعد أن اطمئن على صدق حب صديقه له واخلاصه ووفائه
وهكذا تركه شبح الماضي الذي طالما لاحقه واصابه الارق والحزن حتي فقد شغف الحياة
لان الوفاء بالعهود والاخلاص في الصداقة وجهان لعملة واحدة

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى