ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : صحوة . مسابقة القصة القصيرة بقلم / نورا شحاتة شعبان . مصر

 

الاسم: نورا شحاتة شعبان
الدولة: مصر
رقم الهاتف: 01011796360

قصة قصيرة بعنوان ” صحوة ”

فهَّمونا زمان إن احنا بنات
صوتنا مكتوم، جوَّانا تساؤلات
ممنوع كلام ، ممنوع السلام
فهَّمونا إن الجهل أمان

كانت تدندن كلمات هذه الأغنية فى عقلها_وإلتى علقت منذ أن سمعتها وهي ترعى الغنم وتمر من جانب مركز شباب القرية حيث كانت تُقام أنشطة توعوية خاصة بالمرأة داخل هذا المركز والذي كان مُحرم عليها هي وأخواتها الدخول إلى هذا المكان الذي كان ينشر الفسق والفجور حسب كلام والدها_وهي جالسه بجانب الشجرة الكبيرة وإلتى كانت معتاده على الحديث معها وعيناها على الغنم وأثناء الحديث شعرت بالتعب وغفت قليلًا..

فى قريتي لا يوجد شئ على ما يرام ، هنا حيث غير مُرحب بالبنات، ولا برأيهن، ولا مشاعرهن، ولا حديثهن، ولا خروجهن، ولا عملهن، وإن لزم الأمر لا لشهيقهن وزفيرهن..

هنا حيث وأد أحلامهن
أحلام ماذا تعني هذه الكلمة ؟!

ولدت فى أسرة مكونة من عشرة أفراد ، كنت أتوسط البنات حيث يسبقني ثلاث صبية وبنت ويلحقني صبي وبنتان أخرتان ..

ولولا فضل الله لكنا أربعة عشر اخًا وأختًا ولكن كان للموت رأي أخر ف أخذ منا نصف دستة ، لا عليك لا تشعر بالحزن فنحن لا نكاد نشعر بالحزن حتى تحمل أمي ثانيًة فهي لا تضيع وقت..

كان أبي دائمًا ما يقول إن البنات لا تُعد ولا تحسب فهو يُريد مقابل كل بنت ولدان ، حتى إنني أذكر أن أمي مرضت مرضًا شديدًا أثناء حملها بأختي كادت أن تَهلك بسبب أنه لا يريد دفع ثمن العلاج لأنها تحمل في بطنها فتاة ، كان يقول فلتذهبي أنت وهذه إلي حيث لا رجعة..
ولكن إرادة الله نافذة أنقذها هي وأختي، وحملت مرة ثانية، أقصد عاشرة ..

بالطبع كنت أنا وأخواتي البنات خادمات لأبي وإخواني لأنهم هُم الرجال حيث الكلمة الأولى والأخيرة

لم أستطع أن أتحمل كل هذا ف أنا ولدت حرة .. متى كان الإنسان عبد ل جنس الإنسان ؟
هل العبودية والسيادة تتحدد ب أنت ذكر أم أنثى؟
أليس الله خلقنا أحرارًا !!
هل القوامة تعني الظُلم ؟!

وبدأت التمرد على كل شئ وبدأت أطالب بحقوقي وأولها التعليم !!

حيث كانت عائلتي رحمها الله لا تؤمن بتعليم الفتيات فهن خُلقن للزواج والإنجاب فقط..

ودخلت الثانوية العامة واجتهدت وجاهدت حتى أصل إلى أعلى معدل ونجحت وجاءت لحظة المواجهة وأخبرت أبي أني أريد السفر إلى المحافظة والتي تبعد عن قريتي ثلاث ساعات وبعد شد وجذب ومشاحنات وكلمات وتدخل الأهل والاقرباء كانت الموافقة..

وهناك كان التغيير الجذري في شخصيتي ، تعرفت علي أشخاص من مستويات مختلفة ودرجات تفكير مختلفة وشاركت في فعاليات وأنشطة مختلفة ، وكان مع كل موقف ومع كل خطوة شيء ما ينير بداخلي وشيء آخر ينطفئ ، ولكن ما دمت تؤمن ب الوصول سـ تصل حتي لو تأخرت أو تعثرت خطواتك..

أما عن أخواتي ففضلن الاستسلام والرضا بالأمر الواقع وهذا بالطبع كان يقلل مصادمتهن مع أبي وأمي

كنت أنا ک اللقمة التي تقف في الحلق بالنسبة لهم مع كل خطوة أخطوها كانت المصادمات تزيد والأمور تتعقد ف أبي لم يفرح ل نجاحي يومًا، كل ما كان يفعله هو تذكيري ب أني فتاة ! وأن عليّ أن لا أنسي ذلك ! وأن العادات والتقاليد والأعراف هي التي تحكمنا لا شئ آخر !
تخيل معي وأنت ابن العشرين والمجتمع يتحدث عنك وعن إنجازاتك في مجال التنمية ومجال المرأة ؟! وأنت محاط ب أشخاص لا يرون سوى أنك فتاة عليكِ أن تأدي أحلامك..

ولكن الآن وبعد خمسة وعشرون سنة ، أتحدث لكم وأنا باحثة في مجال المرأة وصاحبة بصمات مهمة في المجتمع وأركض لإنقاذ الفتيات ليكنَّ فراشات حتى لا تصلهنّ الفأس ، لا أنكر أن الطريق المستقيم يوصلك أسرع ، ولكن الطريق المليء بالعثرات يصنع منك شخص يصعُب كسره ..

لا تسمحن ل أحد أن يقتل أحلامكن لمجرد أنكن فتيات!!

وهذه حكايتي، أتمني أن تكون مُلهمة ل إحداكن..

ومع أخر كلمة ضجت القاعة ب التصفيق والتهليل والهتاف ب إسمها.

فتحت عيناها والإبتسامة تملأ وجهها، ولكن ما هذا ؟ أكان حُلمًا، تخيلت إنها تتحدث عنها لأول مرة وعن أحلامها أمام جمهور عريض علي منصة عظيمة، ولكن للأسف بقي كل شئ على ما كان عليه الغنم والعشب والشجرة وهي..

تنهدت بأمل وقالت : علي الأقل وضح أمامي الطريق وكما أستطعت أن أتحدي خوفي وأفرغ ما بداخلي وأتحدث عن أحلامي وطموحاتي في الحلم ساتحدي خوفي وأحققها في الواقع ولن أسمح ل أحد أن يقف في طريقي !!

ودندنت باقي الأغنية بسعادة
سكوتنا مش هيطوَّل
هنزيد كمان ونقول
حرية يعني بنت..
تكبر وتشوف النور
تكسر السلاسل..تكسر القيود
تطير وتعدي السُّور

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى