ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : صلاة الغائب . مسابقة القصة القصيرة بقلم / السيد شكري المتولي شليل . مصر

صلاة الغائب
————–

لسيد شليل الاسم : السيد شكري المتولي شليل
اسم الشهرة : السيد شليل
البلد: جمهورية مصر العربية
فئة المشاركة :قصة قصيرة
رقم موبايل و واتس: 01009345443

في اليوم الذي سمعنا فيه نصف زغرودة، أطلقتها سندس أخت عنتر ، أوقفها عم الطيب بائع الترمس ، فسرنا الأمر كما رواه، والد نور، ذات الوجه الملائكي ، التي يتمناها كل الشباب، والشيوخ في أحلامهم.
اندهش الجميع كيف لشخص “كعنتر” ، أن يتجرأ ويطلب يد نور وهو يعلم وكل سكان الشارع ، أن مراد ابن عمها يحبها؟!
رد عم الطيب كومة النقود، التي وضعتها سندس على صينية الشاي، معلنًا بذلك رفضه القاطع.
خرجت سندس وأخوها من بيته منكسي الرأسين.
ومن ضمن ما علمناه أيضا ، أن عم الطيب عندما كان يجول مع مراد بعربته الجر، في شوارع رأس البر ، وقفا أمام فيلا نادى عليهما رجل أحمر الوجه كبير السن، يمسك بزجاجة غريبة الشكل، وطلب ترمس، فجهز له عم الطيب قرطاسًا وصاية ، وصعد مراد ليعطيه له، فوجد سندس بملابس شفافة، عندما لمحته فرت من أمامه، لكنه لم يذكر ذلك لأحد، إلا عندما أخذ عنتر حفنتين من الترمس غصبًا، ووزعهما على حاشيته وهم يضحكون، ويبصقون القشر ناحيته؛ أخرج مراد زجاجة من اللبن، وظل يشرب وهو يحدق في عيني “عنتر” ، حتى تسربت بعض القطرات من بين شفتيه ، ليعلن نهاية رسالته.
في اليوم المقرر لمعرفة نتيجة الفرزة الثانية لمراد، والتي توقع الجميع خروجه، بصيغة غير لائق طبيًا، حدث ما لم يكن في الحسبان؛ فبعد إصابته بطعنات لا تبرأ في ساقه، من سلاح “عنتر” أثناء الشجار الذي نشب بينهما، والذي تسبب في جرح غائر في وجه عنتر بعد أن أهداه مراد خمس غرز؛ طرزت خده الأيمن!
وقف عنتر وسندس في وسط الشارع يتكئان على سيارة فارهة، و ينظران بانتصار، وتشفي لكل سكان الشارع ، وأطلقت سندس زغرودة طويلة، تبعتها عدة زغاريد متقطعة، خرجت على أثرها النساء يتابعن ، ظن البعض أنها ربما وجدت من يرضى بها زوجة ، وعندما سألوها ردت بضحكة رقيعة قائلة: نولنا المراد!
ثم ركبت السيارة مع أخيها وابتعدا.
وعلم الجميع بعد هذا اليوم ، أن مراد رغم إصابته قد ألحقوه بالكتيبة الأساسية في سيناء ، ولم يعد إلا اليوم شهيدًا!
الغريب هو غياب عم الطيب أيضا عن بيته، لأسبوعين متتاليين حتى أن نور ابنته ، التي لم تكن تظهر إلا قليلًا ، أثناء رص قلل الفخار المعبأة بالماء ، ووضع الترمس والحلبة والبليلة على العربة ، تعبت من كثرة البحث والسؤال ، ونحن معها لم نترك مكانًا إلا وبحثنا فيه ، ولكن ما علمناه بعد ذلك ، ولم يستطع أحدا أن يخبرها به ؛ أن عنتر دس لأبيها قرطاسًا به مخدرات ، وأبلغ عنه أثناء تجواله في شوارع رأس البر وحيدًا.
حي على الصلاة
استووا واعتدلوا يرحمكم الله.. الله أكبر….

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى