ﻓﺮﺍﻕ ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﻣﺮﺗﺠﻔﺎً ... ﻣﺘﺄﻟﻤﺎً ﻟﻠﻔﺮﺍﻕ ..... ﺗﻮّﺳﻞ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ ... ﻟﻜﻨّﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺒﻪ ... ﻭﺃﻭﻣﺄﺕ ﻟﻪ ﺑﺄﻧّﻬﺎ ﻣﺠﺒﺮﺓٌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ، ﻭﺃﻧّﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺸﺄ ﻣﻔﺎﺭﻗﺘﻪ، ﺃﻭ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻨﻪ ": ﺍﻋﺬﺭﻧﻲ ... ﻟﻴﺲ ﺑﺄﻣﺮﻱ ﻧﻔﺘﺮﻕ ... ﻋﻠﻲَّ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ... ﻫﻜﺬﺍ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ "... " ﻛﻴﻒ ﺗﻬﻮﻥ ﻋﻠﻴﻚ ِ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﺤﺒﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ؟؟ ﻣﺸﻮﺍﺭ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﺗﺘﺮﻛﻴﻨﻪ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ؟؟ "... ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻭﻣﺰﻳﺞٌ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻳﻌﺘﻤﻼﻥ ﺩﺍﺧﻠﻪ .... ﺑﻜﻰ ﻛﻞُّ ﺟﺰﺀٍ ﻓﻴﻪ .... ﺳﺮﺕ ﺍﻟﺤﻤﻰ ﺑﺄﻭﺻﺎﻟﻪ ... ﻭﻟﻤﻌﺖ ﺣﺒﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﻣﺘﺰﺍﺣﻤﺔً ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ... " ﺧُﻠِﻘﻨﺎ ﺳﻮﻳﺔً ... ﻭﺃﺑﺼﺮﻧﺎ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻣﻌﺎً ... ﻋﺎﺭﻛﻨﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻣﺂﺳﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎً ... ﻭﺿﺤﻜﻨﺎ ﻟﻔﺮﺣﻬﺎ ﻣﻌﺎً ... ﻛُﻨﺖِ ﻭﻓﻴّﺔً ﻟﻲ ﻃﻴﻠﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ، ﻭﻣﺎﺧﻨﺘﻨﻲ ﻗﻂ ....!! ﺃﻟﻢ ﺗﺘﺬﻛﺮﻱ ﻛﻴﻒ ﻗﻀﻴﻨﺎ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ؟؟ .. ﻧﺘﻤﺎﻳﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺯﺍﻫﻴﺮ، ﻧﺒﺜّﻬﺎ ﻓﺮﺣﻨﺎ ﻭﺳﺮﻭﺭﻧﺎ، ﻭﻧﻤﻸُ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻌﺒﺎً ﻭﺻﺨﺒﺎً؟؟ ﺷﺎﻃﺮْﺗِﻨﻲ ﺣﺰﻧﻲ ﻭﺃﻟﻤﻲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺟّﻪ ﺍﻟﺪّﻫﺮ ﺿﺮﺑﺎﺗﻪ ﻟﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺎﺯﻟﺖَ ﺻﻐﻴﺮﺍً ... ﺃﻟﻢ ﺗﺘﺬﻛﺮﻱ ﻛﻴﻒ ﻛﺒﺮﻧﺎ ﻣﻌﺎً؟؟ ﻓﺘﺮﺍﻗﺼْﺖِ ﻃﺮﺑﺎً ﻷﻭّﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﺣﺐٍّ ﻭُﺟِﻬَﺖْ ﻟﻲ؟؟ ... ﻭﺍﻧْﺘَﺸَﻴﺖِ ﺑﺰﻭﺍﺟﻲ، ﻭﻗﺪﻭﻡ ﺃﻃﻔﺎﻟﻲ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ؟؟ ... ﻻﺯﻣﺘِﻨﻲ ﻓﻲ ﺳﻨﻲِّ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻗﻨﺎﻫﺎ ﻣﻊ ﺑﻠﺪﻧﺎ؟؟ ... ﻭﻓَﺮِﺣْﺖِ ﻟِﻘُﺮْﺏ ﺷﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻴﻬﺎ؟؟ "... "..... ﻛﻔﺎﻙ ... ﺧِﻒّ ﻋﻨّﻲ ... ﻗُﻠﺖُ ﻟﻚ ﺇﻧّﻪ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺪﺭ ... ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻴﺪ ﺃﺣﺪٍ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻘﺪﺭ "... ﺁﻟﻤَﻬﺎ ﺍﺭﺗﺠﺎﻓُﻪُ ... ﺃﻭّﻝ ﻣﺮّﺓٍ ﺗﺠﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺄﺱ، ﻭﺍﻟﺰﻫﺪ ... ﻭﺑﺄﺕْ ﺗَﺘﺜﺎﻗﻞُ ﺣﺮﻛﺎﺗﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً ... ﻭﺑﺄَ ﻳﻔﻘﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﺍﻟّﺘﻲ ﻣﻴّﺰﺗﻪ ﻃﻴﻠﺔ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺰﻣﻦ ... ﺑﻘﻮﺓٍ ﺧﻔﻴﺔٍ ﺳُﺤِﺒَﺖْ ﻣﻦ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﺃﻭّﻻً ... ﻟﺘﺘﺤﻮّﻻ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺨﺸﺒﺘﻴﻦ ﻣﺮﻣﻴﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ .... ﺛﻢَّ ﺳُﺤِﺒَﺖْ ﻣﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﺟﺴﺪﻩ ... ﺧَﺮَﺟَﺖْ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺡ .... ﻣﻮﺩّﻋﺔً ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧُﻠِﻘَﺖْ ﻣﻌﻪ .... ﻭﺩّﻋﺘْﻪُ ﻭﺍﻧﺼﺮﻓﺖ بقلمي عبير عيسى الماغوط سلمية_سوريا
