ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة . فن صناعة الأجنحة . مسابقة القصة القصيرة بقلم / منه الله طلعت ابراهيم عبد الواحد. مصر

الاسم : منه الله طلعت ابراهيم عبد الواحد
البلد: جمهوريه مصر العربيه
تليفون الاتصال : ٠١٠٦٧٩٣٣٧٩٩
تليفون واتس اب :
٠١٠٣٢٨٤٤٣٧٦
قصه قصيره بعنوان
فن صناعه الاجنحه

وحيدة، حافية القدمين، مكشوفة أسلاك القلب..
بمنتصف آخر شعرة قبل الأخيرة موصلة بالروح..
أشعل أحدهم الفتيل، ثم نسي بصماته على دخان رماده و تاه.
تقف شامخة في الكواليس تشرف بنفسها على منظر النار المشتعلة، درجات الألوان، مدة الاشتعال المناسبة لكل درجة، مدى الألم واحتماله…
لكن تنسى وضع تاريخ لنهاية العرض الذي انتهى فجأة بمنتصفه.

تلملم منتصف خيط ما زال طرفه مشتعلاً، يلسعها، تتألم، تتحامل، تتحايل، تتفلسف، تتصوف…
رغم ذلك تنتقل شوائب الألم عبر الوريد من طرف الخيط لأطرافها، تخلع نعليها؛ لتخفيف الحمل وتحتفظ برباطه.
وتخفيفاً لثقل الروح، تقف لتركع، فقط لسماع النداء بعد الحمد.

تنفرط حبات المسبحة فتحتفظ بالخرزة، ثم تتمسك بمنتصف اخر خيطا تحول سريعاً إلى رماد بدون دخان يحذرها،
وفي طريقها للسقوط مذهوله ، تلحق بنهاية الطرف الآخر، تعقده سريعاً وتشهق.
معلقة هي كبندول ساعة اختلَّ توازنها..
تشغل وقت فراغها في محاولة للتوفيق بين عقرب الساعات والدقائق..
وفي ميعاد الصلح وقبل دقّ الساعة،
يدق القلب احتفالاً، فيعود التائه،
يتماسا للحظات فقط، كانت كفيلة للذوبان عمراً.
تمر معه من بوابة رماده، تنفذ روحهما بسهولة من خلال بصمات يملك كل منهما شفراتها، فقط تفرد كفيها وهو من الجهة المقابلة،
تتطابق البصمات، فتنفتح الطاقة.
يلقيان التحية مغمضي العينين من شدة الإضاءة.
ما زالت حافية القدمين، حتى التصق بها كسر خطايا من آخرين سبقوها،
تخففوا من اعترافاتهم،
غرسوا وجعهم بالأرض وطاروا.
ظلت منشغلة عنه بالنظر للأسفل في كيفية تغطية قدميها لتحاشي الألم، حتى تخطّته دون أن تلحظ أنه انشغل عنها بالنفاذ للغرفة المغلقة.
وقعت منها خرزة المسبحة لتحذيرها، لكن لم تسمع وقْع صداها.

وفي إحدى الرحلات تسأله عن الغرفة فيشير لجناحيها: أتعرفين ممّ صنعتهم لَكِ؟
يشير لجناحها الأيمن..
اخترته لك من زجاجات بلا سدادات، بها رماد رسائل، خصلات شعر نتيجة رهانات خاسرة عن الإخلاص، أرقام تليفونات تاهت أكوادها، تواريخ بلا ذاكرة…
تشير بكل دلال لجناحها الأيسر..
يكمل..
أما عن ذلك الجناح فاخترته لَكِ من كروت مناسبات لم تكتمل، قصاصات من ألبومات صور أصبح كولاجاً، تم تبادل أحلامهم مع آخرين، تمت إعادة ترتيب أقدارهم لإعطائهم ميلاداً جديداً.
حتى وصلا معاً لطبقة أكثر ظلاماً وبُعداً، فخافت وطلبت منه العودة..
طمأنها وأخرج خرزة المسبحة ووضعها بين جناحيها، وسريعاً ما أنارت لهما ظلمة طبقة السماء البعيدة.
ومن وقتها لم تخف أبدا من أن تدور معه بالقرب من القمر عدة مرات بالليلة الواحدة

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى