تركني ساجدا، انطلق بسرعته، التي لا نعلمها، يقينا لا مقياس لها، اخترق غلاف الأرض، مجاهل مجرتنا..، مجرات أخرى..، في اتجاه غطاء كوننا المرئي، قبيل أرضية الكون الأعلى، على مرأى بصره، رأى ما يراه أمثاله.. جند القضاء والقدر متأهبة لملاقاته، حاول اختراقها، متجنبا صداما أزليا، هيهات، التدافع الذي حدث بينهما، لو كشف عنه الغيب للخلائق. تشيب منه مشاعرهم قبل مشاعلهم، تراجع وسيط المعجزات تراجعا تكتيكيا، لأخذ نفس هجومي، استدعاء مدد، تنظيم صفوف،.. وغيرها من استراتيجيات، أعاد تنظيم جنده من ( حمد، ثناء، صلاة على الرسول، توسل، دموع، رجاء..) ،أعاد الكرة..، لا جديد، لم يستطع مغالبة جند غريمه، خاصة بعدما تصدرت صفوفه كتائب (المرصود باللوح المحفوظ، كلمة الله هي العليا)، تصدرا جعل وسيط المعجزات. يوقن بأنه لا محالة من التراجع، ليعد سلاحا مناسبا، استدعى فيالق من قوات النخبة (رضا الله، معية الله، إرادة خليفة الله، التفويض الإلهي)، جعلهم لواءه، رأس حربته، تقدم بثقة وثبات. رأى القضاء والقدر مقدمة جند الوسيط. أيقن بأن موازين القوى في سماء واقعه تغيرت، انقلبت ضده، تراجعه أمر حتمي، فرضته الإرادة العليا، التي يعملوا لحسابها، انشقت صفوفهما، تخاذلت جنودهما، تقهقرت، احتجز معظمها.. قيد الانتظار..، انطلق الوسيط، اخترق سبع سماوات، وصل إلى عرش السميع الكريم المجيب.. اعتدلت من سجودي، قرأت التحيات،.. الحمد لله..
بقلمي
الكاتب/عصام سعد حامد
مصر اسيوط ديروط