ط
الشعر والأدب

قصة قصيرة :”لحظة الفراق” ..بقلم / مصطفى خالد بن عمارة تيارت /الجزائر

أتى موعد الفراق مهرولا بلونه القاتم الأخرس فكل فراق في هذه الحياة يشبه طعم المرارة بالحلق كأنه الموت في برقعه الرث الأسود أما العناق فلم يكْفِ ليتم طقوسا مألوفة و لا تلك النظرات الحزينة كانت كافية لتوقف أمرا كان مفعولا…إلا العيون المسكينة وحدها وفت بعرضها الدرامي بنظراتها البائسة المتخمتة بالألم الذي كان يتأجج داخل الصدر بين حنايا الروح.

أخذ حقيبته و كأنه يأخذ جرحا سيلازمه أياما طويلة و لوح لهم بيده كأنه يلوح للفرح و مشى و خطاه متثاقلة لا تروم الرحيل..ماذا كان ليفعل و الصمت في هذه اللحظة يقول كل شيء و الغيوم التي تملأ لحظة السفر قاتمة لا تأتي إلا بعبرات مالحة ساخنة…نظر خلفه نظرته الأخيرة فتذكر كل شيء حلو كان بتلك الدار و تأوه ثم نظر أمامه و إذا بالعربة التي ستوصله قد توقفت بمقربة منه…نظر إلى ساعته فوجد أن الوقت قد مر سريعا ككل لحظة حلوة بهذه الدنيا فعرف حينها أن الأيام القادمة ستكون شهورا بل أعواما.

بقلم الكاتب : مصطفى خالد بن عمارة تيارت /الجزائر

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى