ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة :قطتى أنا .مسابقة القصة القصيرة بقلم / مقبولة نور الدين ..مصر

كان ياما كان

        ياسادة ياكرام….

               حدث في هذا الزمان ….

                            من أطفال ليئام……        

                   لا يعرفون الحنان
حيث كانو يربطون قطة صغيرة ,ضعيفة هزيلة من رقبتها بالحبال , جسدها النحيل وفرائها المتسخ, لا يشفعان عندهم لتركها لحال سبيلها , بل أخذو يلهون بها , ويقذفونها للسماء,  لتسقط أرضا

ً ,لينالو بعض اللقطات والضحكات من هيئتها , وهي تتألم ,

 آملين حصولهم علي أعلي نسبة مشاهدة (الترند المنتظر)

تاركين العنان للألم الذى تشعر به القطة لنفسها,

حاولت  الهروب من هؤلاء المتنمرين بأعجوبة , وأفلتت من قبضتهم بنجاح ,أخذت تجول بائسة في أحد الأزقة الضيقة , لتبحث عن طعام أو مأوى., وعيناها الكبيرتان تحمًلان نظرة حزن عميق, وخوف من الأطفال المشاغبين, الذين يرمونها بالحجارة  ويجرونها بالحبال الغليظة الخشنة التي تركت بقاياها متدلي من  رقبتها ,

وأخيراَ وجدت القطة نفسها , أمام منزل قديم متهالك , دخلت دون تفكير,فهي متعبة وجائعة, وجدت بالداخل أسرة صغيرة فقيرة ,

ومعهم  رجل مسن ,يبدو إنة الجد

 ,وحالهم لا يختلف عنها كثيرٱ , فرح بوجودها الأطفال  , لكن المسن له رأي آخر  ,لأنة مريض حساسية,

 ووجودها يمثل خطر عليه ,فأخذ يبعدها ,ويخرجها من المنزل , تركتهم وخرجت بالشوارع هائمة

وهي تتذكر منزلها الدافئ وأفراد العائلة المحبين لها ، كانت القطة، قد ضاعت عن عائلتها منذ أسابيع لكنها لم تعرف كيف تعود إليهم.

أثناء سيرها بالطريق ، بينما كانت تبحث عن الطعام، صادفت فتاةً صغيرةً تدعى أمل”.

 أمل فتاةً طيبةً القلب, حنونة , ويتيمة الأبوين ، شعرت بالشفقة تجاه القطة المسكينة،

فأخذتها معها إلى المنزل قدمت لها الطعام والماء،

 ونزعت عنها الحبال , ووفرت لها مكاناً دافئاً للنوم.

سرعان ما شعرت القطة بالأمان والحب مع أمل ،

 وبدأت تتعافى من تجربتها المريرة بالشارع.

مع مرور الوقت، أصبحت فرداً من عائلة أمل ،أو علي مايبدو أنها عائلة

فهي تعيش مع العم سيد, والخالة روحية

 (مدبرين المنزل ولهم صلة قرابة للأب فهم ماتبقي لديها من عائلة  )  كانت الخالة روحية ,تعاملها بقسوة, بعد وفاة أبويها بحادث سير علي الطريق، رغم إنها  الناجية الوحيدة بالحادث, ومن الطبيعي أن تعامل بحب وحنان

 وتعويضها ما فقدت من عائلة ،

لكن الطبيعي لم يحدث!!! بل ظن الجميع أنها السبب ,وعاملوها بسوء ,

خصوصاً بعد أن علموا منها  ,أنها لا تتذكر سوي أنها  كانت تجلس علي عجلة القيادة مع والدها، منشغلة بالهاتف المحمول ,ايقنو أن هذا التصرف أعاق الوالد عن القيادة  أثناء  سيره بالطريق  وتسبب في الحادث المؤلم وعندما وصل خبر الحادث للجد توفي أيضا متأثرا  بتلك الفاجعة الكبري.

 لطالما كان يحاول العم سيد, أبعادها عن أولاده نهائيا ، لأعتقاده(أنها نذير شوؤم عليهم) ومنع عنها أي وسيلة من وسائل التكنولوجيا والرفاهية ،

  كثيراً ما كانت تنام باكية حزينة، علي ما حدث لها

،بعد أن كانت تعيش ُ مدللة ,تستخدم جميع الأجهزة المتصلة بالميديا, تمسك هذا وتترك هذا ،

الآن, منبوذة من الجميع ,علي حدث لم يكن بيدها وسارت أمل بلا أمل بالحياة

 إلي أن جاءت خير جليسة “القطة “ الأثنان وجدو ضالتهما ،وكانو عوضاً لبعضهم البعض , كانت القطة تلهو مع أمل ، وتتدلع بها، وتنشر البهجة في المنزل. أحبت أمل القطة وأسمتها “ونيسه ” هي تشعر معها بذلك، أصبحت تعتبرها فرداً مهماً بالعائلة. وفي أحد الأيام، بينما كانت ونيسة وأمل تلعبان بالكرة  في المنزل ،انجرفت الكرة بإتجاه غرفة أولاد العم سيد، ذهبت أمل لإحضارها ،وقعت عيناها علي الوسادة, ووجدت الهاتف المحمول،متصل بالكهرباء

وأبنة العم تغض في نوم عميق ..حتي إنها لم تشعر بدخولها الغرفة!!! 

مدت يدها لفصلة من المقبص  ووضعه جانبا ( تذكرت كلمة والدتها دائمٱ ما كانت تحذرها من خطورة وضعة بالكهرباء أثناءالنوم )

لكنها أخذت تتفحصة، وتنظر إليةبحسرة ،متذكرة والديها  وأرادت أن تستخدمة خلسة قليل من الوقت وتتركة مكانة

هنا دخلت الخالة روحية، وصرخت بوجهها .

ماذا تفعلين هنا ؟؟

أمل : متلعثمةأاانا…أاانا

الخالة : أنت ماذا !!..من آتي بك إلي هنا  ؟؟

أمل :كنت ألعب بالكرة  مع ونيسة إنعطفت وجرت هنا داخل الغرفة

الخالة : (بحدة)  إن كان كلامك صحيح… لماذا تمسكين الهاتف؟!!!

أمل: كنت أنزعة من التيار الكهربائي حتي لا تتاذي أبنتك وهي نائمة !

الخالة روحية: أنتي تكذبين .. أنا شاهدتك وأنت ممسكة به، وتحاولي أخفائه

أمل : لااا … كنت سأضعة

الخالة: سكتت برهةوهي تعتزم أن تدبر لها مكيدة للتخلص منها وطردها  في المستقبل القريب  (   وأخذتها للخارج  ثم قالت لها إذهبي للعب بالحديقةالمجاورة للمنزل كما تعودتي , ولا تلعبي بالمنزل مرة اخري

تنفست أمل الصعداء وألقت  نفسها بحضن  ونيسة وخرجت

وأثناء لعبهما رأت ونيسة عائلة مألوفة. إقتربت منهم بحذر شديد، وفجأة، أدركت أنهم عائلتها المفقودة!!

لقد اشتاقتهم كثيراً,فرحت عائلة ونيسة السابقة

 لرؤيتها مرة أخرى، وعانقوها بحب.

كانت ونيسة سعيدة للغاية بعودتها إلى عائلتها

، لكن سرعان ما تبدلت السعادة بالحزن , لأنها ستترك أمل ,لاحظت الأم حزن القطة وتعلق نظراتها بالفتاة الواقفة بجوار الشجرة

 ( ممسكة بيدها الكرة التي كانت تبحث عنها خلف الشجرة )، إتجهت أمل نحو القطة أخذتها وهمت بلإنصراف ,وإذا بالصغار,أصحاب القطة السابقين, يقبضون علي ونيسة بأيديهم, ويجذبونها نحوهم قائلين :

هذة قطتنا.. أتركيها !

وأمل ترد صارخه :  لا..هذة قطتي أنا

الولد: اُتركيها إنها كانت تعيش معنا

البنت الصغري  :إنها قطتنا نحن

أمل : باكيةِ ممسكة بونيسة لا تريد أن تفلت يدها عنها أبداً قائله:

 إتركوها لي ,هي كل ما لدي في هذة الدنيا لم يعد لي أنيس سواها …  هذة قطتي انا…هذة قطتي انا

تدارك الأبوين الموقف, وأخذو يقنعون أولادهم, بأن يتركوا ونيسة لأمل  وأنها أحق بها منهم

 قررت عائلة ونيسة السابقة أن تترك ونيسة . لقد أصبحت أمل صديقة ونيسه المقربة، ولم يرغبوا في

 أن يفترقا مرة أخرى.

و أصبحت هذة الأسرة , بمثابة أصدقاء مقربين

 وأسرة لأمل,  خصوصا بعد أن علمو فقدانها لوالديها,  وأتفقوا معها على أن  يجتمعون بالحديقة أسبوعيا

 ,لقضاء وقتهم المخصص, للتنزه والمرح  في ذلك اليوم من أيام الأسبوع,( يوم الجمعة ),بلا قيود ,ودون إستخدام التكنولوجيا ,لأنها ملهاه, وتكبت المشاعر, وتعزل الشخص عن عالمة ,وعن الطبيعة, ما أحلي التواصل الإجتماعي الطبيعي ,والإستمتاع بالعطلة مع ونيسة وضحكات الأطفال

عادت أمل للمنزل  ووجدت الخالة روحيه والعم سيد منتظرين حضورها  عند باب المنزل

شعرت أمل بخوف شديد ..وأن العم سيد سوف يوبخها عما حدث اليوم وعن دخولها غرفة أولاده

 وسيأخذ منها ونيسة كعقاب

فبادرته أمل  بالكلام  مسرعة قائله :

الكرةإنحرفت وجرت من ونيسة ودخلت الغرفة ..وانا لم أقتحمها ولا كنت أنتوي أن اخفي الهاتف ..فقط نزعتة من التيار الكهربائي

صدقني هذة الحقيقة

العم سيد : لولا تصرفك السليم لفقدت أولادي

امل :  عما تتحدث ؟!!!

الخالة روحية:بمجرد خروجك للعب،

 إتجهت نحوالغرفة كي أحصل علي شاحن  الهاتف  وجدته ساخن جداً والوسادة بها آثار حريق ولولا أن تم فصل التيار الكهربائي في الوقت المناسب  لكانت الحجرة بما فيها أصبحت كوم رماد ..  تذكرت كلمتك وقتها   وإنك كنت تحافظي علي سلامة إبنتي وأنا أتهمتك بالكذب

نحن مدينين لك بإعتذار

العم سيد: سامحيناعلي سوء معاملتنا لك

 نحن أخطئنا في حقك كثييراً

وسنعوضك عما فقدتي من عائلة من اليوم أنتي أبنتنا الثالثة

تبدلت حياة أمل وونيسة منذ ذلك اليوم فأصبح لديها إثنان  من الأخوات والأصدقاء بعد أن كانت وحيدة , وسارت ونيسة لاتفارق أمل .. فهي سعيدة بحياتها معها  ,ولم تفقد عائلتها السابقة أيضا

 .وشعرت أمل بالحنان والحب والأمل بالحياة 

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
2 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x