ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : كأنه لم يكن . مسابقة القصة القصيرة بقلم / رحاب عبد المقصود . تونس

رحاب عبدالمقصود
تونس
+21698974030
https://www.facebook.com/rehabbbbbbbb
العنوان : كأنه لم يكن
كانت نظراته كلها حب ..اعجاب أو ربما مجرد شهوة. لم أستطع وقتها التفرقة .. كانت ضمته باردة.. قبلته باردة .. لم أشعر بها.. او لم تلهب الرّغبة داخلي. لم تكن تترجم ذلك الكمّ الهائل من الأحاسيس التي كان يدعيها.. كان عقلي يطلق صافرة الإنذار و يهتز مرتجفا مرتبكا امام صمم أذنيّ و بصيرتي الا عن معسول كلامه. لم أرد أن اعير كل ما يعكر صفو هذه العلاقة اهتماما. اهيم به وجدا و كان يبادلني نفس الشعور أو هذا ما اظهره لي..و مع مضيّ كل يوم في علاقتنا كان يصر أن هذا التكامل الروحي الذي بيننا يجب أن يتوّج باجتماع جسدينا حتى ينصهر قلبانا و يتحد جسدانا ولها و عشقا. رضخت تحت الحاحه و وقع اناشيد الحب التي يتغنى بها كل ليلة .قررنا أن نسافر إلى مدينة اخرى حتى نحتفل باجتماعنا على اكمل وجه. كانت ليلة اشبه إلى الحلم لم نغادر فيه الفراش إلا للضرورة. كان نهما متعطشا لجسدي. و لم اتوقع انه يوجد من يستطيع أن يشبع رغبتي أو يطلق صرخات هذا الجسد لذة مثله. و تكرر اجتماعنا مرات و أصبحت انا من أطلبه و الح في الطلب لكنه بالجفاء كان يجيب. إلى أن اكتشفت اني لست الوحيدة التي تتمتع بهذا الوحش و ان كلمة احبك من شفتيه لا تطرب أذنيّ وحدي و انه يجمع الحبيبات كالطوابع البريدية ..
اختل توازن العالم عندي ، استغلني و اعتبرني عاهرة ، لم تقتصر القصة على فضّ بكارة جسدي ، بل و فضّ غشاء بكارة قلبي. طعنني مرتين فطعنته عشرين مرة. شعرت ان جسدي تمزق و تحطم إلى أشلاء بعد أن منحته إلى نرجسيّ مريض فقطعت جسده ! ابتلعت الارض روحي و جسدي يمشي عليها!! فدفنته !
صرخت بأعلى صوتي اجل قتلته كان يستحق ذلك قتلته! قتلته !قتلته ! نهضت من الكرسي من وقع الصرخة ، لكن الاصفاد منعتني. استسلمت الى الكرسي الفخم في عيادة الطبيبة و الدموع تملأ مقلتيّ.
لك أن تقرري الآن سيدتي هل كنت في كامل مداركي العقلية ام لا و انا أقتله! لكن لي أن أقول انه يستحق ذلك و إن وجدته أمامي عشرين مرة سأقتله.
كتبت الطبيبة تقريرها . ختمته بتوقيعها! وضعت القلم على المكتب بهدوء .ابتسمت و دخلت الي حمام مكتبها لتنظر إلى جسد زوجها غارقا في دماءه ، مرميّا في حوض الاستحمام.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى