ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : لأغوينهم ..مسابقة القصة القصيرة بقلم / تهامي حافظ . مصر

الاسم / تهامي حافظ

رقم الهاتف / واتس /01119347839

صفحة شخصية فيس بوك /https://www.facebook.com/tohamy.hafez.50

مسابقة همس فرع القصة القصيرة

                               لأغوينهم /قصة قصيرة

في الحقيقةِ لا يملكُ الإنسانُ أنْ يكونَ مستقيماً على الدوامِ إنَ أرواحنا تترنحُ كسكيرِ ما بينَ الخطيئةِ والصوابِ الطرقَ المستقيمةَ تفضي بكَ نحوَ مقصدكَ بشكلٍ سهلٍ ولكنْ ما المغزى منْ وصولكَ إنَ لمْ ترهقكَ سبل النجاةِ وينهككَ طول السيرُ بعضَ الحقائقِ قاسيةً ولكنها حقيقةٌ يجبُ عليكَ أنْ تفندَ ذاتكَ حينَ تطعمكَ السراب وإلا أشبعتكَ الهلاك.

اليوم الجمعةَ الساعةَ الحاديةَ عشرَ صباحا لقدْ امتلأتْ بقاعُ الأرضِ بأشعةِ الشمسِ معلنةً يوم آخر قدْ أضيفَ إلى عمرِ الحياةِ ربما كانَ نهايةٍ لشخصِ ما قدْ اشتاقتْ الأرضُ إلى أنْ تبتلعهُ لتعتصره في جوفها بقسوةٍ

رنَ هاتفَ جبريلْ كتنبيهٍ للاستيقاظِ لمْ يوقظهُ الرنينُ منْ المرةِ الأولى لقدْ كانَ يغطُ في سباتٍ عميقٍ بعدَ أسبوعٍ شاقٍ في العملِ انقلبَ على الجانبِ الآخرِ واضعاً الوسادةَ على أذنيهِ تفادياً لصوتِ المنبهِ المزعجِ ولكنْ تذكرُ أنهُ يجبُ عليهِ أنْ يتجهزَ لأداةِ صلاةِ الجمعةِ قالَ لنفسهِ بعدَ أنْ أسكتَ صوتُ المنبهِ ” لابدَ أنْ استيقظَ على أيةِ حالٍ ” لقدْ كانَ منْ عادةِ جبريلْ أنْ يكونَ أولَ الوافدينَ إلى المسجدِ أزاحَ منْ على جسدهِ المنهكِ الغطاءِ في بطءقاصداً الحمامَ خلعَ ملابسهِ وبدأَ في ضبطِ درجةِ حرارةِ الماءِ وقف بجسدهِ الهزيلِ تحتَ الماءِ الساقطِ منْ الدشِ بدأَ الماءُ يصطدمُ برأسهِ الأصلعِ منْ ثمَ ينسابُ على باقي جسدهِ بسلاسةٍ قالَ ممازحا نفسهُ ” لوْ كنتُ أملكُ شعراً كثيفاً لكنتُ تكبدتْ العناءَ في غسلِ رأسي إني أشفقَ على الأشخاصِ كثيفو الشعرُ كمْ أتمنى أنْ يصبحَ جميعُ الرجالِ مثلى ولكنْ على أيةِ حالٍ ليستْ الحياةَ عادلةٌ انتهى مما بدأبهِ بدلَ ملابسهِ ارتدى جلابية بيضاء ذات فضفاضة ذات اكمامٍ واسعة وطويلة طبقها لترتفع فوق رسغه تعطر بعض فواح وطيب قصدَ المسجدُ الذي يعتاده دائماً جلسَ متربعا في المقدمةِ منتظراًصعودَ الخطيبِ . صعدَ الخطيبُ متنقلاً الخطى صعودا وقدْ أمسكَ بإزرارهٍ الطويلِ كيْ لا يعرقلهُ أخذٌ يلتفتُ إلى الموجودين ويلقيهمَ بنظرةٍ ماكرةٍ وصلَ إلى قمةِ المنبرِ ملقيا التحيةَ على الجميع ثم جلس متريثاً  أذنَ المؤذنُ ثمَ انتهى ليشرعَ الخطيبُ في أداءِ الخطبةِ أبتسمُ للموجودينَ ثمَ أردفَ قائلاً .

– إنَ هذا اليومِ هوَ يومٌ مغايرٌ لي ولكمْ وللبشريةِ أجمع

لقدْ إرتشقتْ تلكَ الكلماتِ في آذانِ الموجودينَ كرصاصةٍ لتجعلهمْ ينتبهونَ لهُ وقد شخصت ابصارهمْ ووجهتْ رؤوسهمْ إلى الأعلى ناحيةَ الخطيبِ وهمْ ينتظرونَ أردافً للحديثِ أكملَ ما شرعَ بهِ بنبرةٍ مؤثرةٍ

– لقدْ مررتْ البارحةَ بليلةٍ قاسيةٍ شعرتُ وكأنني شخصٍ دفنوهُ حياً يا إلهيٌ لقدْ شعرتْ أني أختنقُ اختنقَ.

 ثمَ أخذٍ يكررها بأسى حتى تغيرتْ ملامحَ وجوهِ الموجودينَ وقدْ أشفقوا عليهِ وانتابتهمْ الرأفةُ اتجاهه

– ولكنْ مرَ هذا في النهايةِ بسلام

ٍلتبتهجْ وجوهَ الموجودينَ تارة أخرى

–  لنْ أطيلَ عليكمْ لقدْ أوحى إلى البارحةُ رسالةً لكمَ

ثمَ صمتِ متنهداً ذادَ نهمُ الموجودينَ لهذا الكلامِ

– لقدْ أذنَ لكمْ ما كنتمْ تجتنبونهُ

ابتلعَ جبريلْ ريقهُ وقدْ أوجسَ في نفسهِ خيفةَ منتظرٍ ما سيئولُ إليهِ هذا الحديثِ

– لقدْ رفعَ عنكمْ الإلهُ عناء التأنيبُ وأصبحَ بإمكانكمْ الإصغاءُ إلى صوتِ أنفسكمْ الخبيثة لقدْ باتَ بإمكانكمْ اقترافُ الذنبِ دونَ أنْ تُحاسبون به ،

نظرُ الجميعِ إلى بعضهمْ في ذهولٍ وقدْ آخذو يحدثونَ بعضهمْ البعضُ غيرُ مدركينَ ماهيةَ شعورهمْ هلْ هذا يبعثُ الطمئنينة  أمَ الحيرةِ قطعَ الخطيبِ دابرَ تخبطهمْ قائلاًً

–  لاتتكبدوا القلقِ أنتمْ تعلمونَ أني رسولٌ وهذا ليسَ اسماً لي بلْ صفةَ إني لا أهزى بالطبعِ  لمْ أفقدْ عقلي يمكنكمْ الآنَ أنْ تذهبوا إنَ الأرضَ واسعةٌ بإمكانكمْ أنْ تعثوا فساداً في أيِ جانبٍ يحلو لكمْ

وقفُ أحدهمْ وقدْ ابتهجَ لما سمعَ محدثُ الخطيبِ “هلْ حقاً بإمكاننا الانصرافُ

 ليردَ الخطيبُ وقدْ أشارَ بيدهِ ناحيةِ البابِ “نعمَ”

ما لبثَ هذا الشخصِ أنَ ترجلَ ناحيةِ البابِ ليجدَ كلٌ منْ في المسجدِ قدْ هرولوا خارجينَ وكأنهمْ سجناء أذنِ لهمْ بالإفراجِ إلا جبريل ظلُ  مكانهُ غيرُ مصدقٍ ما يحدثُ نظرَ إليهِ الخطيبُ مستغربا ثمَ قالَ لهُ “ألنْ تتبعهمْ صمتَ جبريلْ لبرهةِ ثم قائلً في نبرةٍ مرتبكةٍ

“هلْ يجبُ أنْ أتبعهمْ إنهمْ ظالينْ ربما أكونُ أنا الناجي الوحيدُ منْ بينِ هؤلاءِ “

غاضبا الخطيبَ زعقَ في جبريلْ” لا يجبُ أنْ تنجوَ يجبُ أنْ تشويْ في قعرِ جهنمَ في قعرِ جهنمَ أنتفضُ جسدُ جبريلْ خوفا منْ تلكَ النبرةِ رنَ هاتفَه كمنبهٍ ليستيقظ مفزوع منْ النومِ استعدل في جلستهِ أزاحَ منْ على جسدهِ الغطاءِ ترجلَ مسرعا ناحيةَ الشباكِ أزاحَ الستارُ لتخترقَ أشعةَ الشمسِ عينيهِ كرمحِ تفادى أشعةَ الشمسِ بيدهِ وقدْ نظرَ إلى الخارجِ ليجدَ الحياةَ تسيرُ بشكلها الرتيبِ كعادةِ كلِ يومِ وضعِ يدهِ على صدرهِ وقدْ سحبَ نفسا مطولاً ليخرجهُ في بطءَ مهدأنفسهْ وقدْ قالَ في رهبة  ” لابدَ أنْ استيقظَ على أيةِ حالٍ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى