الاسم مروة عادل رجب
الدولة مصر
قصة قصيرة
لقد كان هنا ورحل
لقد حانت اللحظة لكى يعترف فيه بحبه لها ها هو زفاف اخيها الذى هو صديقه لتكون فرصته الوحيدة ليصارحها بمدى اعجابه بها, انه المشاعر الدفينة ان لها لتظهر بالنور،كان حبه لها يشبه اساطير الخيال ، حين يلمح طيفها تظل صورتها قابعة بذاكرته اوقات طويلة مشاعر مختلطة حنين توسل وديع وتيه فى ظهوره الذى يشبه رحيلها
كتباعد بين السماء والارض مسافة هائلة لكن الفرق التوقيت هكذا حكائتهم
راح يتطلع اليها بعينيه الثاقبتين ماذا لو صارحتها واندفعت اليها بمشاعرك ربما تصدمك..ربما تسخر منك كما تفعل دوما وسط زملاؤها السطحين..ربما تنهرك وتغضب منك لأنك انسان صامت يخشى كل شئ وأى شئ جبان كما يلقبك “منير” اخيها ، وربما تبادلك نفس العواطف وتلك اسوأ الاحتمالات فانت انسان ناقص بنظرها لأنك تهته وهذا ذنبك الوحيد قال لنفسه بأسى..
راح يتملى بوجها المنحوت وعينيها المشعان بالحب والدفئ وسرح الليل في خواطره وتشبث بيديها الناعمتين وشرد فى عينيها الكحيلتين واخرج من جيب معطفه الرسائل الذي استحضرها لها منذ شهور ومنحها اياها بارتجافة وقلق شعرفي تلك اللحظة أن عاطفة في الجو تهيمن عليها، وتنسل إليها وتنزلق إليها لتقبع داخلها لا تتزحزح، استدرات نحوه وحدقت في عينيه بحرارة وانسجام بأنه هذا الحب طرأ قلبها من اول وهلة وأنه يشغلها منذ سنوات الدراسة لكنه القدرالملعون الذي باعد بينها وبينه
صحى سمير من غفوته وهو يفتح نافذة السيارة بعد ما شعربضيق تنفس مفاجئ وراح يردد فى شجن: لقد ذبت في ذلك الحلم وتمنيت يكون حقيقة بائنة حتى الاحلام تباعد بينى وبينها وتخلق مسافات هائلة، وأسفاه!
عاد سمير البيت وهو محطم القلب ويائس يهرب دائما للنوم ليكون سبيله الوحيد، ينظر من خلف الستار لعله يراها ويملى نظرها منه، راح يرمقها ها هى ظهرت الأن بشعرها الذهبى المتموج المنسدل للوارء والعينين الكحيلتين التي تشبه الغزال الشارد هي النظرة التي فتش عنها في مئات العيون شعر بارتباك وكتم أنفاسه بيديه تمنى لو تراه حتى صدفة، وشرد في كلمات منير” الحب كالمعركة الطاحنة أن تجاوزتها فقد نجوت ، إن لم تستطع فتشعر بهزيمة ساحقة كالجندى المبتور الذي ظل يقاوم عناد العدو حتى سقط فريسة بين يديه وتلك اسوأ الأشياء
حل الغروب وتلون الجو بعتمة افكاره ليسترجع شريط يزف امام عينيه اول لقاء جمعه بها, اول لحظة التى تشبه العدم, اول كلمة دارت بينهم تلك اللحظة التي تشبه الابد, انه لقاء السحاب كما كان يسميه اللقاء القصير حين دارت دمعة بعينيها بسبب وفاة امها المفاجئة والتي حطمت حياتها وجعلتها مهزوزة في كل امور حياتها
حينها تقدم قبالتها سمير وراح يربت على كتفيها ويواسيها ليشيع الطمانينة في نفسها بان كل شئ سيكون على ما يرام، أنه لن يتركهم وشأنهم حينها سددت نظرة يائسة نحوه بأنها تتفهمه وتود تنسى ما حل عليها لكن لا تستطع
كان يضمها بعينيه، يتيه في وجهها المنحوت بدقة مالبث ألا إن شعور لازمها أنه يحبها تنبهّت لذلك حين رأت نظراته القابعة تجاهها، ركضت واستدارت بظهرها له فتحت باب شقتها وهبطت الدرج وهنا ادرك أنها لا تحبه رغم أن عينيها كانت تبوح بما عجزت عنه لسانها، استشعر سمير بالحرج وخرج مهزوم حزين كالجندى المنكسر في المعركة الذي ظل يحارب لآخر نفس وحين سدد العدو سهامه اخترقت صدره فسقط سهوا حتى وافته المنية
حل يوم باكر بصباح مرسوم بالأمل بعدما عاش لحظات الإنكسار واليأس واستوقفه كلمات محمد طه حين قال” من حقك في أي علاقة إنك تتشاف.. تحس بوجودك وبقيمتك وبأهميتك.. تتقدر على اللي بتعمله
وهنا اتجه لحلمه الذي سعى لتحقيقه طويلا فقد كانت تأمل بأن من تتزوجه يصبح” ظابط شرطة” حسبما قال له منير”
وبالفعل دخل كلية الشرطة وأثبت كفائته بعدما جاهد كثيرا ليثبت وجوده بين زملاؤه الذي تملكه شعور بأنه اقل منهم وأنه صغير في عالم عجوز، لم يستمر هذا الشعور طويلا بعدما منحه رءيس الجامعة وسام شرف لمهارته وبراعته من بين زملاؤه اللاتي رغم نفوذهم اللامع ألا إنهم درجة سابعة مقارنه بسمير الذي عاند الظروف حتى يعلو شانه وها قد وصل
.. عاد سمير بعد قضاء شهور طويلة فى معسكر الأمن الذى اختاره فيه رءيسه لقضاء مهمة عاجلة، لمح منير قادم قبالته وهو يتافف من الوضع الصعب الذي تمر به عائلته ولاسيما أميرة اخته
وحكى له كيف تغيرت الظروف بسرعة مهيبة؟ كيف تزوجت اخته من الرجل الذي تحدت الجميع حتى تظفر به، ظل يحكى له عن مدى تسرعها وعنادها في اتخاذا أى قرار نكس سمير رأسه بأنه كان يعيش حلم مبهم؟
فجاة لمحها قادمة تطلع لها بفخر، فقد كانت تشعر بوجوده وبحبه المتوهج الذي حين يراها تلمح فى عينيه سعادة بكر، يظل يتلعثم وتتيه الحروف على طرف لسانه ويخفق قلبه ليشتعل حرارة عالية هكذا قالت لمنير الذي نبهها الأخير بأنه يفتخر بكونه صديقه بل مثل اعلى يحتذى به ، عليها تختاره ما أن عارضته بأنه عاجز ناقص ليس باستطاعته ينير طريقها
رأته قادم تجاهها هرولت إليه كما يهرول الطفل إلى امه مسرعا لتحتضنه فيبكى، تجمدت امامه إذ لمحت في عينيه نظرة بائسة وأسرع هو بالحديث: لقد كنتي اسيرة عشقى, كنت متيم بوجدانك، الحرارة الدفئ الحنان التوسل الوديع كنت اجدهم في بريق عينيك ,،كنتى الحلم الذي طال انتظاره وتسرسب من بين يداى ، الأمل الذي عشت له وبه وظل يرمقها بوقار وفخر: لكن هيهات لقد استطعت أحقق حلمى الذي هو حلمك بالأساس وبدوت الظابط الكفئ الذي تمنيتيه كثيرا وبصوت يأكله الحزن وهو يمسح دمعة طالت عينيها: وحين يأتيك ما تتمنى تضيع الفرصة وتضيع انت.
راحت تتمتم في أسى: لقد كان هنا ورحل..