ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : لن أذعن .. مسابقة القصة القصيرة بقلم / ليلى شريف علي . مصر

ليلى شريف علي
القاهرة_جمهورية مصر العربية

قصة بعنوان ” لن أذعن”
كان لدي أخ كبير ولم تكن أمي تحبه حباً عادياً بل كانت تقدسه تقديساً يجعلك تكرهما و زاد هذا التقديس بعد موت والدي
كانت تسمح له بضرب أختي الصغيرة ولم تكن المسكينة تستطيع أن تصرخ بأية كلمات لأن أمي كانت تسمعها المزيد من الإهانات وتقف في صف أخي
لم تشعر أبدا أختي بحب الأمومة، ولكن كنت لا أبخل عليها بالحب الأخوي و الأموي التي تحتاجه
كنت أكره ما يفعل أخي ولم أكن قادرا على كرهه شخصياً لطالما تعلمت الحب من أبي وكنت وديع بطبيعتي وبالطبع فطرتي الأنسانية لم تجعلني أكره الشخص بل الأفعال المنبثقة منه
في اليوم الذي تأخرت أختي قليلا بالخارج استغللت شجاعتي وحبي لها لأدافع عما يقولا عنها
-أخي يمكنك أن تترك متساع لتتنفس أختي و لتعيش الحياة ونحن نثق بها
عصام: لا يمكن فعل هذا تحت أي ظرف من الظروف، ستنحل الفتاة
-لن تنحل ستتعلم الثقة بنفسها و الثقة في مبادئها
عصام بمزيد من الأنفعالات المحتدمة : أنا بمحل والدها وقلت لا يمكن لا تجعلك الفتاة بدمعتها الكاذبة تلين هكذا
-أختي لا تبكي كذباً و لا تكذب أبداً
تدخلت والدتي
أمي: إذا كان يقول شيء عن ماريا فهو صحيح هو يريد تقويمها و إصلاحها
دخلت ماريا من باب البيت مرهقة للغاية
و استقبلها أخي بعدة صفعات على وجهها
عصام: أين كنتِ؟ وحذاري أن تكذبي؟
ارتعدت أوصالها و تمتمت في خفر
ماريا: أخي أرجوك لقد تأخرت بسبب أن السائق …..
سحنة الألم على وجهها ظاهرة و لوت شفتيها و انتقع وجهها
عصام: كاذبة
انقضى عليها بالضرب فسكت يد أخي لأوقفه عند حده
-اهدأ هي لا تكذب
كان الغضب يعمي أخي وكان يستثير نوبات بكاؤها الهستيريا
و قام بنزع حزامه من بنطاله ولم يرحم أحد…حد أن أمي كانت تسانده و لكنه أخرسها مما جعلها تبكي بكاء حارا
عصام: اتركِ رب الأسرة و رجل البيت يتصرف… لطالما كرهت اللين الذي تظهره
و كان يشعر بالهيمنة و الأمتلاك
ما تلا ذلك كان ما سبب المأساة..تسللت أختي إلى غرفتي و كانت درجة حرراتها مرتفعة وبها من الكدمات ما يجعلك تشفق عليها
قمت بوضع ضمادة على جبينها و ثلج على كدماتها لا ندري ما حدث و لكن غفونا و استيقظنا على صراخ أمي تستدعي عصام
تعاركنا أنا و أخي وكانت مواجهة مروعة ونعتني باقذح الشتائم وكان مشبع بالغيظ ودفعني إلى النافذة الزجاجية
لم تحسني التربية ها … انظري ماذا جلبت للعالم؟

اضطررت إلى الدفاع عن نفسي.. فحدث ما لم يكن في الحسبان.

تسببت تلك المأساة بجعل أخي قعيد و انعقد لسان أمي عن الكلام ثم أصيبت بالشلال
و رغما ما حدث لماريا لم تفرط بهما و لكن كلما نظرت إليها داهمني إحساس بالاختناق من نفسي
لأنه حينما كنا تحت أيديهما لم يرحمنا وها هما هنا الآن و نفعل ما بوسعنا لجعلهم ما بأفضل حال
و لطالما راودت ماريا بعض الأفكار السيئة و لكن أعدتها لدأبها و كانت نية القتل كثيراً ما تشع من عينها
ولكن أنا تشبثت بالقطعة الصغيرة التي كانت تعطف عليهم وتشعر بالإنسانية إبانهم ولن أجعل سحب الغضب تحجب ضوء اللين
فالتقويم والتربية بالاحسان أفضل من العنف والعدوان و الغضب المبالغ فيه
كان الحمل ثقيل يا أبي…كان و ما زال و لكن لن أترك ماريا لطريق الضلال
ربما لو..
ولكن لن أكمل فأن “لو” تفتح عمل الشيطان و أنا لن أذعن.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى