ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : معهد فني صحي . مسابقة القصة القصيرة بقلم / أحمد حمزة . مصر

 

الاسم: أحمد محمود عبدالله محمد حمزة

ينشر باسم: أحمد حمزة

السكن: الجيزة/ مصر

رقم الهاتف : 01065697581

رقم الواتساب: 01065697581

رابط صفحة الفيسبوك :

https://www.facebook.com/profile.php?id=61553035831741


قصة
قصيرة

معهد فني صحي

درستُ في معهد فني صحي، اسمه فقط يثير في نفسك شيء من السخرية والضحك إن كنت جاهلا به، وكان هذا ما أعزي به نفسي؛

ما دمت جاهلا إذن أتقبل منك السخرية.

مدة الدراسة في المعهد كانت سنتين،

تخصصت بعدها كفني أشعة وسريعا كبقية الدفعة جاء تعيني في وظيفة حكومية بمرتب زهيد، لكني أعمل بعد الظهر في مركز خاص براتب أعلى قليلا وصرت أدخر من دخلي.

ولم تكن في بالي فكرة تكملة الدراسة؛

فما الدافع؟! أنا الآن موظف حكومي ولي بعد عمر طويل معاش بالإضافة إلى الوظيفة التي ذكرتها سابقا. أما أقراني من طلاب الكليات ذات الأربع والخمس والسبع أعوام ما زالوا طلاب يأخذون مصروفهم الشخصي من عائلهم.

لكن وبرغم من عدم رغبتي في تكملة الدراسة كنت نهما للقراءة والاطلاع، ودائما ما أشاهد مقاطع طبية وعلمية متخصصة على مواقع التواصل الاجتماعي وما يسمى بال (يوتيوب) أيضا. ومشترك في العديد من المنتديات العلمية والطبية وأيضا المجلات الإلكترونية في هذين المجالين.

لا على سبيل الدراسة ولكن محب لهذا!

حين أتحدث في مواضيع طبية أو علمية أجذب انتباه الرائح والغادي حتى وإن لم يقصد الإنصات.

وكثيرا ما نصحني زملائي في العمل بتقديم محتوي علمي أو طبي بشكل مبسط على وسائل التواصل الاجتماعي لما يسمعونه مني، والبعض عرض المساعدة بالتصوير والإخراج. لكني وقتها كنت غير متحمس لهذه الفكرة؛ وأرى نفسي مجرد فني معمل ( رغاي ) وهم يجملونني فقط.

كانت علاقاتي بأطباء المشفى التي أعمل فيها علاقة صداقة حقيقية؛ لا ينظرون إلى نظرة الأقل منهم، وحريصون كل الحرص على صداقتي وأنا كذلك. حتى جاءت طامتي الكبرى!

طبيبة حديثة تعيين، ما زلت في سنة الامتياز أظن. رأيتها وتعارفنا وأخبرتني أنها سمعت عني كثيرا. وللحق فرحت لمعرفتها بي جدا، لدرجة أنني لم أنم طول هذا الليلة! بت يقظا أراجع تفاصيل حديثي معها وابتسم في بلاهة!

بعد التعارف صرنا متقاربين في العمل وسواه، نأكل سويا، أحدثها وتحدثني في أمور العمل وغيرها! وحينما أفتح فمي وأحرك لساني في حوار عن المجال الطبي أرى في عينها نظرة إعجاب لم أراها في عين أنثى قبلها؛ وكأن عينها تخرج (دباديب)!

وذات نظرة أخرى كانت أبلغ من ألف كلمة!

تغيرت حياتي للأبد!

كنت منهمك في الحديث معها أخبرها أهم التطورات في لقاحات فيروس كورونا

وكالعادة هي في حالة انتشاء وانجذاب من معرفتي بأمور دقيقة لهذا الحد

سألتني : صحيح أنت خريج أي ؟

جاوبت في تلقائية: معهد فني صحي

ابتسمت نصف بسمة على غير عادتها، فسرتُها ابتسامة سخرية! ثم عبستْ على غير العادة في الحديث معي

فسّرتها انا أيضا على أنها تقليل.

كأنها قالت:

(انت واكل دماغ أمي بقالك أسبوع وانت خريج معهد!)

هي لم تقل هذاأنا من فسرت تعبيرات وجهها حينها! ويا ليتني ما فسرت!

لمَ افترض ما لم يقال ؟

أتقبل السخرية على مؤهلي من الجهالة، وأربأ بهم .

لكن هذه طبيبة. أتكون طبيبة وشديدة الجهل هكذا؟

بعدها صار حوارنا مقتصر على السلام والاستفسارات بخصوص العمل.

وقررت بعد ما حدث تكملة الدراسة!

لا من أجل حب العلم، ولا من أجل توافر الوقت، ولا من أجل توافر المال أو طلبه، ولكن حتى لا أقع في مثل هذا بعد ذلك.

وبعد بحث أخذ مني وقتا وجهدا

لم أجد غير السفر إلى أوكرانيا لدراسة الطب.

جهزت أوراقي، وحزمت أمتعتي،

ووضعت كل ما ادخرت خلال الخمس سنوات عمل من أجل السفر ودراسة الطب.

سافرت وأتممت أول فصل دراسي بتقدير امتياز.

بعدها أظلمت الحياة؛ غزت روسيا أوكرانيا. وجدت نفسي أهرول في الطرقات؛ للبحث عن أي وسيلة موصلات آمنة تلقي بي إلى الحدود!

وكانت الأفضلية لسكان الأوكران أما الطلبة غير الأوكران فالجنسية هي من تحدد! أيستحق الحياة أم يصبح عددا من أعداد الضحايا يخيف بعد ذلك القارئ حينما يقرأ عن ضحايا غزو روسيا لأوكرانيا.

وللطف الله ، تيسر لي الذهاب إلى سلوفاكيا عن طريق القطار بعدما هدد شاب عربي فلسطيني أو أردني

خمنت هذا من لهجته

 إن لم يركب العرب أولا لا أحد سيركب!

وصعدت عربة القطار بعدما نطقت عبارةعربي مصري“.

في طريقي إلى الحدود السلوفاكية

أخذت ألعن وأسب هذه الطبيبة تارة، وأسبني وأعلنني تارة؛ على ما فعلته من حماقة!

وأتحسر على خمس سنوات عمل ذهب راتبهم هباء منثورا بسبب نظرة من طبيبة حمقاء شمطاء!

ماذا لو رددت نظرة التقليل بنظرة استنكار من تفكيرها، ونزهت نفسي عن التعامل مع عقول مثل هذه؟!

أذكر اقتراح صديقيالطبيب عمرو.. حينما علم ما يزعجني ويأرق مضجعي

الذهاب إلى منطقة السيدة وأكل كل ما لذ وطاب من حلويات مسمطحبايب السيدة

تلك المأكولات التي شكلها فقط يفرز قدرا من الدوبامين يجعلك منتشيا مدى الحياة!

لا تفكر في الهضم بعد أكل تلك الحلويات؛ فالمعدة تقف عاجزة عن فعل أي شيء!

لكنني رفضت هذا الاقتراح، وغادرته إلى بيتي، أبحث في محرك البحثجوجلعن جامعة أجنبية لدراسة الطب

ليتني قبلت الاقتراح، ليتني قبلت!!!

تمت

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى