ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة: من مآسي الحياة .مسابقة القصة القصيرة بقلم / أحمد صالح السعيد عبد الجليل . مصر

خاص بمسابقة مهرجان همسة الدولي للآداب والفنون
فرع القصة القصيرة

قصة قصيرة بعنوان/ من مآسي الحياة
بقلم/أحمد صالح السعيد عبد الجليل
شهرة/أحمد صالح عبد الجليل
محام وكاتب وقاص مصري.
محافظة الأسكندرية-جمهورية مصر العربية
01065491987

[email protected]

https://www.facebook.com/profile.php?id=100022055533419&mibextid=2JQ9oc

النص

أذكر ذلك اليوم جيدا بكل تفاصيله وأحداثه، كأرض أصابها الجفاف دهرا ثم جاءتها البشرى هضبت السماء صب عليها الماء وانهمر حتى ابتلت وارتوت بل وفاضت، هذا أقرب تشبيه لما حدث، حينما اقتحمت حياتي فجأة فتاة، لا بل ملاك، نعم إنها ملاك، عينها الواسعتين اللتين تشبهان عيني ذلك الريم بتلك الأرض الجافة، ربما هي هو، تمثلت به وجاءتني في هيئته، قد هاجر هربا من الفيضان هرب إلي، إلي أنا. أنا الذي أرضي واسعة لكنها أكثر جفافا من أرضها التي هربت منها إلي، إلي أنا.

تقابلنا عند كورنيش الأسكندرية وما أدراك ما الأسكندرية وقت المغربية، جنة العشاق ومنبع الرومانسية، مر الوقت بعثت رسالة لأختي حتى تتصل بي، رن الهاتف، فتحت واستأذنتها دقيقة، عدت لما انتهيت، بوجه تغيرت ملامحه كسماء صافية وفجأة تلبدت بالغيوم وتشققت إثر رعد وبرق وبصوت يخرج كمن هو تحت الماء يغرق.

سألتني خطيبتك؟!

بكل قوة جمعتها بداخلي لأسيطر على أحاسيسي وشعوري وببعض علوم النفس ولغة الجسد التي درستها بقسمي في كلية الآداب نجحت في التحكم بتعابير وجهي وحركات جسدي كمحترف
أجبتها بصوت لا مبال: أيوة.

لا أنكر أنه لأمر شديد المشقة أن يتكلف المرء ما لا يطيقه ، أن يظهر ما لا يبطن، خاصة لو كان ما يبطنه هو الحب الصادق، تلك العاطفة الجميلة لكنها محبوسة لا يمكن أن تصبح حرة طليقة الآن فالوقت ليس وقتها، والظروف ليست مناسبة لنموها ستموت أن سمحت لها بالحرية، نعم قد أبدوا لها قاسي القلب، لكن أحيانا يكون بين ثنايا تلك القسوة الحماية والحب، كل الحب.

تراجع الملاك قليلا، بسرعة البرق ملأ الدمع عينيها رغم وسعهما، يبدو أنها تدربت على ذلك كثيرا لتصبح بهذه المهارة العالية، ولكن يجب ألا أهتم ولا أبالي، نعم يجب.

انتهى يومنا الشاق بعد محاولة أخرى فاشلة في إيجاد عمل ما، ومساعدتها بوساطتي لها عند صديق قديم لينشر كتابها الأول كما كانت تتمنى.
مرت الأيام والشهور ربما سنة أو أكثر وأخيرا حصلت على عمل.

وجدت رسالة على موقع التواصل الاجتماعي بعد نشر إعلان خطوبتي أخيرا على الصفحة.
كان هي نفس الملاك بعد تردد ما بين فتح الرسالة وتعميق الجروح وترك الرسالة وقلبها معلقين مدى الحياة، فتحت الرسالة التي كتبتها بدموعها الغزيرة المنهمرة من عينيها الجميلتين…
أنت فركشت وخطبت تاني ؟!

ولا مكنتش خطبت؟

بدأت أكتب

أنا…

أرسلت إلي

أرجوك متكذبش تاني كفاية كدا

أنا عرفت أنك مكنتش خاطب

معرفش ليه كذبت عليا أنت فاهم وعارف إني كنت عاوزاك

لمحت الرسالة منها ولكنها قامت بحذفها بسرعها

تم حذف الرسالة

قامت بحذف رسالتها حرجا وخجلا وحذفت معها قلبي كذلك وهي لا تدري أو ربما تدري.

لا أدري كيف يمكن أن تخونك الحروف والكلمات، كيف لم يسعفني التعبير، كيف تركتها تظن بي ذلك الظن كيف لم أدافع أو أبرر أو حتى أوضح لها لم فعلت ذلك، مخطئ أنا أم مصيب؟! يا إلهي إنني مشتت، لم فتحت الرسالة اللعينة تلك، لما؟!..

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى