الاسم : فضيلة معيرش //الجزائر
الايمال [email protected]
المشاركة بقصة قصيرة بعنوان:وجه في الحلم..
/ تفقأ عين الحلم الذي ما وجدت له رادعا منذ تكرر معها عدة مرات .لا تحلوا لها الأوقات إلا وهي تقضي حوائج أمها الثمانينية .يبزغ صباح يومها وابتسامة الرضا تكسو وجهها الملائكي المفرط في الحسن الرباني لا مستحضرات تجميل ترهق محياها وحده الكحل الطبيعي يداعب أجفانها الغارقة في السكينة ، تجاوزت العقد الرابع وقل خطابها لم تنل الحظ الكافي من العلم قسوة الطبيعة لعبت دورا في انقاطعها عن التمدرس الذي بحد ذاته يناله من يواضب عليه وتتاح له امكانياته ، لم تستطع أن تذلل المسالك المؤدية لمدرسة قريتهم الجبيلة ، تمر أكثر من عشر سنوات على زواج أخواتها وإخوتها .يسد معاش والدها المتوفى منذ زمن بعيد رمق الحاجة والبيت الكبير الذي تركه يتكون عدة غرف تقاسمه إخوتها، وتفردت هي ووالدتها بغرفة كبيرة تدبرت أمرها لتقسمها لمطبخ صغير وحمام .ما افتعلت الهام مع زوجات إخوتها الثلاثة أي عتاب أو شجار ينقص من مرتبة التقدير الملكلي الذي نالته عند إخوتها الذكور، تشرئب روحها دوما للتسامي، يعود ذاك الحلم ليضجع ليلها تتذكر في الصباح وجهه الصامت دون ما تفاصيل ،تزداد ملامحه الخمسينة تشبثا بتلافيف حيرتها قالت بصوت أقرب منه للهمهمة : من أنت لستفز راحتي جاوزت العقد الرابع ولا أفكر في الأرتباط بأين كان، لن أترك عين حناني تغفل عن رعاية أمّي ما أحوجها لي الآن وما أحوجني لعطر أنفاس عطفها ، ترمق والدتها الحاجة نصيرة وقد أنهك الكبر قوامها وماعادت تسعفها قدماها الواهنتان بزيارة حتى بيوت أولادها الملتصقة بغرفتها التي تتقاسم فيها العناية والدّلال من ابنتها الصغرى الهام أخبرتها والدتها ذات صباح أن مغترب خمسيني تقدم لخطبيتها ،هجرته زوجته الأوربية فعاد به الحنين ليبدأ حياة مستقرة مع إحدى بنات قريته. رمقتها إلهام بنظرة غاضبة مرددة عبارتها المألوفة في مثل هذه الحالات قالت : ما حاجتي به الآن سنبقى معا ، زاد اعجاب ذاك الخاطب بها حين علم أنها فضلت المكوث مع أمّها المريضة على حياة الرفاهية في البلاد الأوربية ، وما بحوزته من مسكن فخم بيلدته عين ولمان ، انصرف المغترب عبد الهادي وفكره ، لم ينصرف عن التفكير بها، لم يتمكن من اقناعها فقد رفضت الموضوع كليا رغم إلحاح إخوتها و أخواتها، مرَت أشهر قليلة على وفاة والدتها عانقت الصبر وتشبثت بالدعاء ، مال غصن اليتم على قلبها الجريح ذات صباح وكاد يدميه فتحت أختها باب أسرار الوالدة لتجد مبلغا من المال احتفظت به من معاش الوالد دون علمهم ، ليتم توزيعه بالتساوي على الجميع عاد صاحب الوجه الذي كانت تراه مرارا وتستغرب حضوره بتفاصيل واضحة ، تمت الخطبة وقد ايقنت أنه قدرها الذي قدر فيها تمسكها بخدمة أمها وهي على قيد الحياة .أتم اعداد وثائق السفر واغتبط لارتباطه بها فمن اعرضت عنه ومغرياته التي هي مطلب أغلبهن ، لن تخذله في غربته وكبره .