ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : وداعاً . مسابقة القصة القصيرة بقلم / عبدالسلام بالقاسم ابراهيم ابراهيم ..ليبيا

الاسم الحقيقي :
عبدالسلام بالقاسم ابراهيم ابراهيم

دولة : ليبيا

اسم الشهرة :
عبدالسلام بن ابراهيم

رقم الهاتف :
0944364595 218

رابط صفحتي على الفيسبوك :
https://www.facebook.com/profile.php?id=100052283567402

________________________

القصة القصيرة ” وداعاً “

اعتدتُ في كل يوم أن أرسل له بضعاً من أشواقي و قبلاتي على هيئة حروف منقطة بماء الذهب و أرش عليها من عطر الحب المخبأ في قارورة جدتي الأثرية التي لا تسمح لأحد أن يلمسها إلا أنا أتسلل كل ليلة لحجرة جدتي و أفتح الدرج بكل هدوء و أسترق نقطة من تلك القارورة و أعود إلى ديوان الانتظار مفعمة المشاعر و أردد في نفسي يا ترى ماذا سيرد على رسالتي اليوم؟
في صبيحة يوم غائم كئيب تعلوه صراخات الأنات توفت جدتي و لم تترك لي سوى تلك القارورة، صدقاً بعد وفاتها أصبحتُ لا أتجرأ على استخدامها صرتُ أخشى عليها أكثر من خشيتي على نفسي و أحاولُ كل يوم التأكد بأنها مغلقة بشدة و إحكام حتى لا يطير زيت العطر و تصبح القارورة فارغة بلا عطر بلا رائحة أيام زمان، بلا رائحة الحب، كان عزائي الوحيد أنها ما زالتْ مُمتلئةً إلى حد ما، و إنَّ رائحة جدتي عالقةٌ من حوافها حتى أعمق نقطة فيها، أعدتها إلى مكانها و أحكمتُ هذه المرة الاغلاق على الدرج لكن ماذا عن رسائلي ألم تصل بعد!؟ لقد مضى أكثر من شهرين و لم أتلقَ رداً واحداَ، تركتُ ديوان الانتظار و قررتُ الذهاب إليه، لاحتْ بنظراتها من بعيد إلي و أشاحت بوجهها و بيدها الى القارورة و هي تقول: تعالي و امسحي وجهكِ و يدكِ قبل لقائكِ به!
– أماه!
– ما أدراكِ؟
– لقد كانتْ تروي لي جدتكِ كيف تسترقينَ خطواتكِ كل ليلة و تمزجين حروفكِ بهذا العطر.
– أووه ! و أنا التي كنتُ أعتقد أن جدتي تغط في نوم عميق! يا للحماقة التي كانت تعتريني و الغباء الذي يلفني آنذاك!
– ذهبتُ و الدموع تحتضر على وجنتي و الخجل يداهم قلبي عنوة، و ما إن وصلت للمكان وجدته يتحدث مع أخيه.
– سامر: خذ هذه الأوراق معك و أعطها لجارنا محمد فهو يعطيني أفضل سعر في الأوراق التالفة لإعادة تدويرها. و أظن هذه المرة سيدفع أكثر لأنها معطرة
بماء الورد و نظيفة..تقدمت خطوة واحدة بتردد ( ماء الورد! عطر جدتي!)
– مهلاً! أنا أشتري منك هذه الأوراق
– شكراً يا سيدتي هناك من يأخذها لست بحاجة لها
– أعطني من فضلك و هذه ألف ليرة مقابلها
– أووه! إذن سنجمع لك كل يوم مثل هذه الأوراق!
– لم يعر أحمد انتباهه لي و لم ينظر حتى لمن اشتراهم و تابع عمله وكأن شيئاً لم يحصل. فتحت الكيس و إذا هي رسائلي كما هي ملفوفة و لم تُفتح! أخذت واحدة منهم و توجهت إلى أحمد و قدمتها له.
– ماهذا! الآن رميتها لا أحتاج لها.
– اقرأها! ( احمرت وجنتاه و يُبستْ شفتاه و تلعثم)
– أصعب شيء يمكن أن يمر على العاشق أن يكتب عن معشوقه دواوين و يكتشف بعد مدة أنه أمياً لا يقرأ و لا يكتب! أي خيبة تصب الأسى على القلب المولع و تُخفت أضواء المشاعر و تُذبل عصارات العقل! أي حب سيفهمه هذا الأمي!؟
– عفواً ما بالك تنظرين إلي هكذا؟ أنا لست أمياً إنها رسائل غرام من فتاة مراهقة و أنا متزوج و لدي أولاد. و تقصدت بيع هذه الأوراق عسى يقرأها أحد و يرى في نفسه المقصود و يقع في حب تلك الفتاة المرهفة
الإحساس فأنا لا طاقة لي على كسرها و لا طاقة لي على كسر زوجتي و أولادي.
– شكراً، على ما يبدو أنني أتيت في الوقت المناسب
– عفواً ماذا تقصدين؟
– المعذرة لا شيء سوى الوقت ما أقصده.. وداعاً..

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى