قصة :وقالت الدموع .مسابقة القصة القصيرة بقلم / فتحي عبد المنعم عبد العال محمد بكير . مصر

( وقالت الدموع )

الأستاذ حمدي عبد العال الأنصاري . .موظف بسيط متزوج وأب لثلاث أولاد الكبير عمر والأوسط أحمد والصغير محمد

وهو بجانب عمله يعشق كتابة الشعر والقصص

وله اشعار كثيرة يكتبها على النت وله بعض الكتب

ورغم إعتراض أولاده الثلاثة على كتاباته للشعر

الا ان زوجته كانت تشجعه فهي الوحيدة المؤمنة بموهبته

دخلت عليه يوما فوجدته يكتب

انت لسه صاحي ياحمدي ؟

أيوة يا منيرة ما انت عارفة لما بتجيني فكرة

مبعرفش انام غير لما أخلصها

ربنا يوفقك يا حبيبي

ربنا يخليكي ليا مفيش غيرك اللي بتشجعيني

ياريت ولادي يفهموا زيك كده

العيال لسه صغيرين يا حمدي بكره يعرفوا قيمتك

صغيرين ايه يا منيرة ده أصغر واحد 16 سنة

دول عمرهم ما قالولي كلمة كويسة و لا قرأوا لي كتاب أو قصيدة ودايما يقولوا يا بابا سيبك من الشعر

يا خويا ما تزعلش نفسك بكره يقدروك

أنا متأكدة انك هتبقى حاجة كبيرة بإذن الله

على فكرة أنا داخل في أكتر من مسابقة وفي بعض القصص أخدها منتج ادعيلى يا منيرة نفسي افرحهم خصوصا أننا على قد حالنا

يا خويا الحمد لله إحنا أحسن من غيرنا

على الجانب الآخر أولاده الكبير عمر يحب زميلة

له ويريد أن يتزوجها و أحمد يعمل في مطعم وعليه ديون

_ والصغير محمد في الدراسة لكنه منطوي

على نفسه و يحس أنه أقل من زملائه نظرا لظروفهم

– دخل عمر على إخوته فقال لهم أنا عايز أخطب

فضحك أحمد وقال روح قول لأبوك

فرد عليه بسخرية أبويا الشعر واخد عقله أنا مش عارف هيستفاد أيه منه هو الشعر بيدخل فلوس في الزمن ده

أقولكم أنا هأتقدم لها لوحدي الأول ثم ذهب عمر لأهلها فرفضه والدها فعاد حزينا وحكى لإخوته ما حدث

ثم دخل أبوهم فرحا وقال أنا صورت برنامج في التليفزيون يا اولاد وفي حفلة لي بعد بكرة في قصر الثقافة وفي . قبل أن يكمل كلامه صرخ إبنه عمر

وقال إحنا فين وانت فين يا بابا

وقال أحمد يا بابا شعر أيه طب أنا عايز 5000 جنيه

الشعر بتاعك ده هيديهم لي

ثم قال محمد نفسنا نعيش زي الناس

فصرخت فيهم أمهم أزاي بتكلموا أبوكم كده

غضب الأب ودخل غرفته ودخلت إليه زوجته

وقالت : معلش يا حمدي متزعلش

أنا بحاول أفرحهم دول حتى ما سمعوا باقي كلامي

معلش بس قولي حفلة أيه وصحيح أنت في التليفزيون

ايوة والحلقة هتذاع بكره والحفلة في قصر الثقافة بعدبكره

مبروك يا حبيبي

الله يبارك فيك بس كان نفسي ولادي يحضروا الحفلة

معلش يا خويا انا معاك

ربنا يخليك ليا يا منيرة

وفي اليوم التالي توالت الأحداث

فاتصلت زميلة عمر به وقالت له بابا وافق على خطوبتنا !

مش معقول وافق ازاي فهميني !؟

وافق لما عرف انك إبن الشاعر حمدي الأنصاري

لأن بابا بيحب الشعر ومتابع لعمي حمدي من زمان

يعني أشعار بابا هي اللي خلت عمي يوافق عليا

يا حبيبي يا بابا

اه والله ده انا لقيت كمان كتب لعمي حمدي عند بابا و شفناه في التليفزيون و بابا هو اللي طلب مني اكلمك

ابوك راجل عظيم يا بختك بيه يا عمر

فرح عمر ولم يتمالك دموعه وهو يردد يا حبيبي يا بابا

و في نفس اليوم كان أحمد في البيت فجاء جواب لأبيه ففتحه فوجد به شيك ب 15 الف جنيه فطار فرحا

وكان الإبن الثالث محمد يجلس مع أصحابه على المقهي

وفجأة صاح صاحب المقهى والجميع الأستاذ حمدي في التليفزيون ابن حتتنا اللي مشرفنا وأخذ الجميع يستمع له

فنظر محمد إلى أبيه في التليفزيون ودموعه تسيل

بل انه لاول مرة يستمع لأشعار والده ويحس بالفخر

ثم عاد مسرعا إلى البيت وحضراخوته جميعا وكل منهم حكى ما حدث معه وهنا أحس الجميع بقيمة أبيهم وأنهم ظلموه وقرروا ان يفعلوا شيئا

وفي يوم الحفلة ذهب الاب هو وزوجته

فقال الأب كان نفسي ولادي يكونوا معايا

معلش يا حمدي ما تزعلش نفسك متخليش حاجة تبان عليك العيال بكره يفهموا

وبعد دقائق تم النداء الأستاذ حمدي الأنصاري يتفضل على المنصة لتسليم جائزته فصعد الأستاذ حمدي

وفي نفس اللحظة دخل أولاده الثلاثة إلى الحفل

فحضنتهم امهم والتفت الاب فوجدهم أمامه فنزلت دموعه وذهبوا جميعا الى ابيهم على المنصة وحضنوه وقبلوا يديه وقدميه وقالوا جميعا احنا اسفين يا بابا يا احسن أب واحسن شاعر في الدنيا احنا ما كناش عارفين قيمتك سامحنا يا بابا

وهنا تدخل رئيس الحفل وقال الجائزة الأولى هذا الدرع وهذه الشهادة وشيك بخمسة آلاف جنيه للشاعر حمدي الأنصاري تقديرا على فوز ديوانه عندما تبكي الكلمات

بأفضل ديوان هذا العام وتحقيق اكبر مبيعات

فحضنته زوجته و أولاده وهو لم ينطق بكلمة فقد قالت عيناه كل شئ وقالت الدموع . فصفق كل الحاضرون .

بقلم/ جراح بكير