ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : وميض الأمل . مسابقة القصة القصيرة بقلم / أسماء حمدي شحاتة. .مصر

وميض الأمل
في منتصف الليل المظلم، تنام على سطح خشن وبارد. تستيقظ قبل الفجر بسويعات تتقلب ذات اليمين، وذات الشمال من شدة الألم ويتجدد مع كل حركة .
تتحول من جهة لأخرى في محاولة يائسة لتخفيف من شدة الألم، تحاول النهوض لولا رفض جسدها المنهك الأنصياع لهذه المحاولة البدائية، تستسلم لأمل النوم مجددًا ،ولكن تتلقى ضربة أخرى من رفض النوم.
تبحث عن أمها تريدها أن تحتضنها، تطمئنها، ترقيها ببعض الأدعية ولكن لم تجدها تتذكر أنها لا تزال بغرفتها .
تلقي نظرة حولها وجدت شقيقاتها يغطون في نومٍ عميق، فخشيت أن توقظهن.
تزداد حدة الألم بشكل متزايد مما جعلها تصرخ بداخلها بصمت .. أستعاذت، حوقلت، دعت الله تأمل في كبت وتخفيف الألم .
نهضت من فراشها وانتحيت على الأرض جانب الفراش تحضن قدماها بيديها إلى صدرها تضغتهما من شدة الألم ..
فجأة، يتوقف الليل عن صمته، وشعورها بالألم صوت طرقات حبات المطر المتاقطعة على النافذة، تركض عيناها نحو النافذة، ويرتعد قلبها فرحًا، تمتلأ عيناها بالدموع مع إبتسامة تشق طريقها إلى شفتاها، تندفع بالتضرع والدعاء إلى الله في شكر وامتنان .
تتجه إلى المطبخ بخطوات متثالقة مستمدة قوتها من الأمل الذي يشتعل في قلبها ..
تحضر كوب من الإعشاب الطبيعية، وتأمل أن يخفف من ألمها..تشرب الكوب ببطىء مع بعض الأدوية المسكنة التي تخفف الألم قليلًا، لتجد نفسها مرتاحة قليلًا.
ثم، مع صوت أذان الفجر الذي يتردد في الغرفة، قامت لتؤدي الصلاة، تشعر بسكينة نفسية واطمئنان عقب أداء الفريضة المقدسة. تسترخي على فراشها بادئة محاولة نومية جديدة.
صوت الشيخ يتلو بعض أيات من القرآن يعلو في الغرقة .. تغلق عيناها نصف اغلاقة،وتبدأ في رؤي صور الموت، وصوت أيات قرآنية تتحدث عن الموت. تنتفض مزعورة،وصدرها يعلو ويهبط وتتنفس بصعوبة..
أخذت تنظر شمالًا، ويمينًا فما وجدت غير هاتفها الذي غطت في سباتها الباحة وهي تحكم قبضتها عليها، وتشغل المقرئ الالكتروني لتسمع إلى بعض آيات من القرآن الكريم..
استرجعت الكابوس فوجدت لذلك تفسيرًا دقيقًا وهو صوت القرآن في أذنيها وهي نائمة، مع الأرق الذي كانت تكابده جعلها تخلط المحيط بهذا الكابوس..
بدأت تدريجيًا تتحسن أعراض الأرق التي كانت تعاني منه، وشعرت بالتخفيف من قلقها،واضطرابها النفسي..
تنفست ارتياحًا واشاحت عن قلبها بعض الأفكار المربكة .
بدأت تغشاها الطمائنية، تعود للنوم مرة أخرى وهذه المرة تذوب في أحلام هادئة وسليمة .

أسماء حمدي شحاتة..
مصر /محافظة أسيوط.
https://www.facebook.com/profile.php?id=100005097828468

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى