ط
الشعر والأدب

قصيدة ( آخر نظرةٍ قبل الرحيل ) للشاعر / د. محمد عباس الطاف

(((( آخر نظرةٍ قبل الرحيل ))))======

——————————————————

لم يبقَ زهرٌ

أو رحيقٌ باسمٌ

فالليلُ يطرقُ

و النجومُ أُفُولُ

ما ضيرُ عصفورٍ يموتُ

من الأسى

إذْ حُرِّقَتْ أشْجارُهُ

و تشقَّقَتْ أفكارُهُ

و دموعهُ بين السَّماءِ هُطولُ

ماذا أَلَمَّ بإلْفِه

كلُّ الشُّموعِ و قدْ خَبَتْ

ضاعَ الطّريقُ

و في المدى

طيرٌ يجولُ

على الفراقِ يجولُ

****

جلسَ الفتى

يرنو لفنجانٍ

يموجُ سوادُهُ

ما عادَ يُقرَأُ للهوى فنجانٌ

فَتَحَتْ يداهُ رسالةً

لا حرْفَ فيها

فالحروفُ تسيلُ

كانتْ هناكَ كتابةٌ

لكِنَّ إعصاراً أطارَ سبيلَها

فانهارَ بُنْيانٌ

و فيهِ رسولُ

*****

شيئانِ قتلا فارساً

سيفٌ عليهِ تميمةٌ

كانتْ لها

فتبيَّنَتْ أُكْذوبةٌ

معسولةٌ

إيزيسُ تطْعنُ صبّها

و تقولُ أنَّ حبيبَها

ما ماتَ

بل تلكَ الدِّماءُ حقولُ

تدنو من الأرغولِ

تعزفُ لحنَها

تقتاتُ من عشقٍ

و فيه قتيلُ

تتبَسَّمُ الهيفاءُ

فوق سفينةٍ

و النهرُ دمعٌ

و العينُ تلفِظُ سكرةً

و شواطئُ الأجفانِ

في بوحِ الغرامِ

تزولُ

أما الذي ذبحَ الهوى

في لحظةٍ

هي دُميةٌ

كانتْ هديّةُ فرحةٍ

في عيدها

كانتْ تصارعُ موجةً

في نهرِها

لما تناولها الحبيبُ برجفةٍ

عادتْ لموجٍ قاتلٍ

كي لا ترى

دمعُ الحبيبِ

على الخؤونِ يسيلُ

********

حينَ امتطى سَرجَ النهايةِ

داعبَتْه سحابةٌ

جاءتْ بعطرٍ

ضاعَ منهُ بريقهُ

فتلفّتتْ عينُ الجوادِ

فما رأتْ

إلا غراماً قد ذوى

ما كانَ زهراً صادقاً

متفتِّحاً

بل كان شعثَ قماشةٍ

ألوانُها

مهما سقتها غيمةٌ

فالأصل فيها

صنعةٌ و ذبولُ

=========================

شعر : د. محمد عباس الطاف …. عضو اتحاد كتاب مصر

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى