( أبو الفرات ) ... دَع عَـنك آلاتِ الــــرِثاءِ فـإنّـها كَذبَتْ إذا ما تَصـدِقُ الأهـــوالُ . تُنبيكَ لو نَـزِلَ القضاءُ بســاحِها أنّ الـرجـالَ مَصيـرُها الآجــالُ . لا حَــيَّ غيــرُ اللهِ يبـقى خالِــداً ويَــــدُ الفًــناءِ بأمـــرِهِ تَـغـــتالُ . ولنا الخضوعُ لأمــرِهِ وقضائِـهِ ولَـــهُ دوامُ العِــــزِّ والإجـــلالُ . لكنَّــهُ وجَــعُ الفـراقِ إذا أتــــى يــومُ الرحــيلِ وآذَنَ التٍـرحــالُ . والبَـدرُ مَهما دارَ فــي أفـلاكِــهِ فلـــهُ الغِــيــابُ وإنّــــهُ أفّــــالُ . وتَـميدُ يا سَـرجَ الحياةِ بفــارسٍ شهَـدتْ لشِــدَّةِ بأسِــهِ الأبــطالُ . أأبا الفراتِ وخيرَ مَن كمُلتْ بهِ (دارُ الفراتِ) وبيتُــها المِفضالُ . أأباً لـ (حمدي) أمْ لِعِــلمٍ واسِــعٍ مَطرٌ على أقصى الدنى هَطّـالُ . لا لَن يموتَ الليثُ أو يُرثى لَـهُ إن كانَ ملءَ عَرينِــه الأشبــالُ . شيدتَ صرحاً للفُـراتِ وكعــبةً أبَـداً تحِــجُّ لروضِـها الأجيــالُ . وزرعتَ في دار الفرات خميلةً نبتتْ بدفِء سفوحِــها الآمــالُ . وشرحتَ درســاً للرجالِ مَفادُهُ العلمُ إرثُ الخيــرِ لا الأمـوالُ . ويعيشُ في دارِ الخلودِ معزَّزاً مَــن تَستَغيثُ شروقَهُ الآصالُ . وبأنّ أعمـــارَ الأنـامِ ستـنتهي هَـدراً وتبـقى بعدَها الأعــمـالُ ........ بابل ٢٠٢١