ط
الشعر والأدب

قصيدة : أبو الفرات . للشاعر / علي حميد الحمدانى . العراق

( أبو الفرات )

دَع عَـنك آلاتِ الــــرِثاءِ فـإنّـها

كَذبَتْ إذا ما تَصـدِقُ الأهـــوالُ

.

تُنبيكَ لو نَـزِلَ القضاءُ بســاحِها

أنّ الـرجـالَ مَصيـرُها الآجــالُ

.

لا حَــيَّ غيــرُ اللهِ يبـقى خالِــداً

ويَــــدُ الفًــناءِ بأمـــرِهِ تَـغـــتالُ

.

ولنا الخضوعُ لأمــرِهِ وقضائِـهِ

ولَـــهُ دوامُ العِــــزِّ والإجـــلالُ

.

لكنَّــهُ وجَــعُ الفـراقِ إذا أتــــى

يــومُ الرحــيلِ وآذَنَ التٍـرحــالُ

.

والبَـدرُ مَهما دارَ فــي أفـلاكِــهِ

فلـــهُ الغِــيــابُ وإنّــــهُ أفّــــالُ

.

وتَـميدُ يا سَـرجَ الحياةِ بفــارسٍ

شهَـدتْ لشِــدَّةِ بأسِــهِ الأبــطالُ

.

أأبا الفراتِ وخيرَ مَن كمُلتْ بهِ

(دارُ الفراتِ) وبيتُــها المِفضالُ

.

أأباً لـ (حمدي) أمْ لِعِــلمٍ واسِــعٍ

مَطرٌ على أقصى الدنى هَطّـالُ

.

لا لَن يموتَ الليثُ أو يُرثى لَـهُ

إن كانَ ملءَ عَرينِــه الأشبــالُ

.

شيدتَ صرحاً للفُـراتِ وكعــبةً

أبَـداً تحِــجُّ لروضِـها الأجيــالُ

.

وزرعتَ في دار الفرات خميلةً

نبتتْ بدفِء سفوحِــها الآمــالُ

.

وشرحتَ درســاً للرجالِ مَفادُهُ

العلمُ إرثُ الخيــرِ لا الأمـوالُ

.

ويعيشُ في دارِ الخلودِ معزَّزاً

مَــن تَستَغيثُ شروقَهُ الآصالُ

.

وبأنّ أعمـــارَ الأنـامِ ستـنتهي

هَـدراً وتبـقى بعدَها الأعــمـالُ

……..

بابل ٢٠٢١

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى