ط
الشعر والأدب

قصيدة : أخْتاهُ . للشاعر / د. أسامة مصاروة ..فلسطين

أخْتاهُ

أينَ منّي مجْدُ قومٍ غابِرُ

أيْنَ منّي جَدُّ شعبٍ ثائِرُ

كيفَ ولّى يا إلهي عِزُّنا

لِمَ هُنّا قُلْ لنا يا ناصِرُ

هلْ لنا مُعْتَصِمٌ أمْ أنَّنا

لنْ نراهُ مِنْ جديدٍ بيْننا

ويْحَ قلبي هلْ نسينا أصْلَنا

فأَبَحْنا قتْلَنا أوْ طعْنَنا

اصْرُخي ثمَّ اصْرُخي لنْ تسمعي

غيرَ طحْنٍ مِنْ زعيمٍ أكْتَعِ

بلْ ذليلٍ خادمٍ للْأَجْنبي

فاصْبِري يا امْرَأَةً لا تجْزَعي

وانْهضي يا أخْتَنا كيْ تفْهمي

واسمعي جيِّدًا كيْ تعْلمي

أصْبَحَ الرومُ أشِقّاءً لنا

ولَهمْ لحْمي حلالٌ بلْ دمي

رُبّما خيْرٌ لِأختي العوْدَةُ

فترابُ الْقبْرِ نِعمَ الْبُرْدِةُ

فهُنا ما لّكِ ويْلي ناصِرٌ

إذْ هُنا الرومُ ونحْنُ الرِدَّةُ

وهُنا إن تنْدَهي لنْ يسمَعوا

واعْتِداءاتِ الْعِدا لنْ يمْنَعوا

فَهُنا بُكْمٌ وَعُمْيٌ في الحِمى

وَفقطْ للأَجنبي همْ أنفَعُ

فارْجِعي للْقبرِ نامي أُخْتَنا

ليْسَ هذا الوقْتُ ويْلي وقْتَنا

كمْ أنا مُنْزَعِجٌ بلْ قانِطٌ

إنّنا نحيا بِذلٍّ موْتَنا

ارْجِعي أختاهُ إنّي مُحْبَطُ

فهوانُ الْعُرْبِ أمرٌ مُفرِطُ

آهِ لو نحنُ نعي تخْطيطَهُمْ

أمْ تُرانا نرْتضي ما خطَّطوا

إنَّ قتْلَ الروحِ فينا المطْلَبُ

وفناءُ الفكرِ فيه المكْسَبُ

هكذا يمحوننا يا قومَنا

فبلا روحٍ وَفكرٍ ننضُبُ

أُخْتَنا ولّى الزمانُ العاطِرُ

وَأتى الأعرابَ حُكْمٌ خاسِرُ

ارْجِعي راضِيّةً مَرْضِيَّةً

فلنا في الغَدِ عهْدٌ باهِرُ

ارجِعي للْقبرِ حتى ننْهَضا

وَيُحِبُّ البعضُ منا بعضَنا

بلْ يُحِبُّ الكُلُّ منا كُلَّنا

هكذا يا قومُ نحمي عِرضَنا

فإذا صُنَّاهُ صُنَّا أرضَنا

وَبَعَثْنا مِنْ جَديدٍ نَبَْضنا

بعدَ أنْ هُنّا وَخُنَّا أصْلَنا

وَألِفْنا الذُلَّ حتى عضَّنا

د. أسامه مصاروه

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى