اُرسُم هواكَ كَما تَشاءُ مُقَدّسَا
وافخَر فإنَّ الحُبّ يعني تُونِسا
وانزَع عن اللّيلِ السّوادَ وقُلْ لَهُ
الصّبحُ مِن غَبشِ الظّلامِ تَـنفّسا
أخبِره أنّ نجومَه مَا أُطفِئتَ
لِكِنّ ضوْءَ الشّمسِ فِينَا هَسْهَسَا
والسّنبلاتُ تَـعَـثّرت فِي جُرحِنا
إنّا نُريقُ بِـكُـلِّ جُـرحٍ نَـرجَـسَا
قُـل للغرابِ إذا نزلتَ بِأرضِنَا
خُذْ ما تُـوَاري مِن رَمِيمٍ دُنّسَا
وانزَع نعيقكَ عَن بياضِ قُلوبِنا
زمنُ النعيقِ بأرضِنَا قد أفْلَسا
وَطنِي كَـزهـرِ اللوزٍ في عَليائِه
إن رُمتَ أنْ تقطِفْ رُؤاهُ تَكَلّسا
وَطنِي يُحلّقُ عالِـيًا قُربَ الـ هُنَـا
حيثُ النخيلُ وَعَـربَداتِيَ نَورسَا
حيثُ الكرُومُ بكلِّ كَـأسٍ عُتّقَت
حيثُ الضّيَاءُ بذِي الكفُوفِ تَـكَدّسَا
كَيْ يُـورِقَ الفرحُ المُـدَجّجُ بالرّؤى
نحنُ الّذينَ يَجِيءُ صُبحُنَا بالمَـسَا
نحنُ الّذينَ إذا أَرَدنَـا غَـايَةً
ثُـرنَـا فأسْمَـعْـنا جَـمَادًا أخْرَسَا
فَـلَنَا حُـمَاةٌ بالـدِّيارِ تَـأنّـقُوا
بِـنُجومِهم واللّيلُ لَيْلًا عَسْعَسَا
ازرَع بِـكفَّـيْـهَا بُـذُورَ مَـحّـبَّـةٍ
تُزهِـرْ .. أليسَ الحُبُّ كونًا مُشمِسَا