قصيدة .أشعر فحسب . _ الشاعر عبدالحكيم أحمد – اليمن

مكتب اليمن / معاذ السمعى
ــــــــــــــــــــــــــــ

_
أشعر في بعض الأحيان أني آدم ….
وحزين على أولادي
كل أولادي ….

أشعر في بعض الأحيان أني امرؤ القيس
وحزين على أبي
فلقد كان أبي ( جخيخاً و أنيقاً و لاهياً ) و أحبه أن يبقى هكذا حتى مماته + لكن عجزي يؤلمني اتجاهه وهو في هذا العمر ….

أشعر في بعض الأحيان أني ذئب
وحنجرتي مملوءة بالعواء
من فوق جبل عالٍ و بارد

أشعر في بعض الأحيان أني محمد علي كلاي
أحاول جاهداً تقديم النصح للأعداء بالابتعاد عني

أشعر في بعض الأحيان أني عراف قديم
أعرف ماذا سيحدث و لماذا و كيف
ولذلك لم أعد أشعر بالدهشة و الذهول

أشعر في بعض الأحيان أني حاتم الطائي
أمنح براءتي لأصحاب الشك و الظن
أمنح عفوي للنادمين
أمنح سيفي لمن يجرؤ على قتلي

أشعر في بعض الأحيان أني ميكيافيلي
أنسج خطة ( ماتخرش المية )
أشعر أني ماريان ريفسكي
أفك كل الشيفرات في وجوه الناس و أحاديثهم

أشعر في بعض الأحيان أني نبي
نبي غير آبه برسالته و غير مؤمن بها

أشعر في بعض الأحيان أني أمير
وكل أملاكي مسلوبة و منهوبة
وأميراتي حزينات وبعيدات و باكيات لكنهن جميلات وحلوات

أشعر في بعض الأحيان أني منجم فحم
حزين على طبقة العمال في داخلي

أشعر في بعض الأحيان أني اسطوانة قديمة
كل الأغاني القديمة تدور في قلبي

أشعر في بعض الأحيان أني زيرو
تارةً على اليمين و تارةً على الشمال
كيفما يحلو لي ….
وكيفما أشاء ….

ولكن :
و في كل الأحيان
أشعر أني وحيد
دوماً وحيد
لا أعرف كيف للمرء أن يكون غير وحيد
ولا أعرف إن كان في هذا العالم شخص غير وحيد
و الفارق بين وحيد و وحيد آخر هو حجم الألم و الظروف
وماعدا ذلك كل فرد وحيد.