ط
مسابقة الشعر العمودى

قصيدة : أغنية الراعي الأخير . مسابقة الشعر العمودى بقلم / أنيس هاني /تونس

في إطار المسابقة

أغنية الراعي الأخير

أتيتُ منَ المَعنَى دمًا و ملامِحَا

و هذا المدى” يَمتدُّ فيَّ مذابحَا”

أجيءُ بلا نزْفٍ وجُرحيَ ثائرٌ

وقلبي على الأطلالِ صار نوائِحَا

أسافرُ ماءً للذينَ تصحَّرُوا

و يهوي على الصّحراءِ قلبِي مَسابحَا

تقولُ ليَ الأعْشابُ أنْبتْ بقُربِنا

أقولُ لهَا عُذرًا أتيْتُكِ سائحَا

فلي في الرَّحيلِ المُرِّ سِربُ قبائلٍ

و إنْ جئتُ قبْل الآنِ مثْلكِ نازِحَا

إلى موعدٍ يأتِي و يَرْجعُ خاسِرًا

سأُهْدي ضُلوعِي فاجْعليهَا لوائِحَا

لنا موعدٌ كالوردِ يُزهرُ خلسَةً

على عَجلٍ آتيكِ مِنهُ روَائحَا

أنا هكذا كالأُحْجياتِ مُركَّبٌ

فلا تُقنعِيني أنْ أكونكِ واضِحَا

لكِ الآنَ أنْ تأتي غُيومًا وتُمطِري

ولي أنْ أكونَ الماءَ عَذبًا ومالحَا

فمذ كنتُ طفلا كان قلبي مترجِما

لكلِّ لغات المتعبين و شارحا

أَنا لم أَكنْ طفلًا بريئًا ،مَشيتُ حَافيًا ،

كان ذنْبي في الحقيقةِ فادِحَا

أميلُ كثيرًا للرّعاةِ وأحْضنُ السَّنابلَ

خُضْرا كي نزيدَ تصالُحَا

وأشرحُ حُزني للنَّخيلِ مكابرًا

ويُصغي لي المَعْنى جَريحًا وجارِحَا

كبُرتُ نسيتُ الحُزنَ والحزنُ مثلُنا

سيلعبُ بالكُجّاتِ ،يضحَكُ مازحَا

ولكنّنا طفلانِ نجزعُ للغيابِ

نكبُرُ دهْرا دونَ أنْ نتسامحَا

ونرجِعُ مثلَ العاشقينَ مجّددًا

نلُمُّ شتاتَ القلبِ كي نتصافحَا

ويضحَكُ صارَ الآن يعْرفُني

يقولُ يا أنْتَ يا طفلاً عهدتكُ جامحًا

كبرتَ من الأيَّامِ ٫أصبحْتَ شاعِرا٫

لنخلتكَ الثّكلى تقوُل مدائحَا

أنا لمْ أمُتْ ،أحْتاجُ ميتةَ شاعرٍ

وضِحكةَ طفلٍ كي أموتَ مكافحَا

سأُصْغي إلى الموتَى و أحملُ صوتَهم إلى اللهِ

حيث الموتُ صارَ مسارحَا

و أنتَ ألم تكبُرْ؟ فقالَ كبُرتُ في الحُروبِ

وسمَّتنِي المعاركُ فاتحَا

وقومُك ماذا يفعَلونَ بحُزنهِم ؟

يُربونَ دمعًا كيْ يصيرَ فضائحَا
أنيس هاني /تونس
صنف المشاركة:شعر عمودي
الايميل: [email protected]
الهاتف: 27596312(216+)

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى