قصيدة : أكذب . للشاعر / لطفي زكري/تونس

أكذب …

أحاول أن لا اكتبَ
أُسافرُ الى البعيد كي لا أعود
فارسم شارعا طويلا
و قمرا و مساء
و أبوابا مفتوحة و اطفالا
و شمسية تقيني من رصاص الذكرى
ليأتي الليل
كل الأطفال يدخلون بيوتهم….
و أنا أظل قابعا أمام الباب … أنتظر ..
حتى مطلع الشِعر
أمي التي لم تعد
ليعود بيَ اللاشيء
اكذب …
أقررُ أن لا أكتُب
أرسمُ وطنا أخضر
أرسم شعبا و طفلا يلعب
يكون سعيداً في ليلٍ بلا صخبٍ
أرسم قفصا شِعريا و أفتح بابهُ
لأخرجَ متنكٌِرا بوجه ٱخر لا يشبهني في التعبِ
لأجد نفسي في نفس الجُبٍ
أسبٌ جذور الكذب في الحبِ
و أبني فوق رأسي الف سقفٍ بلا خشبٍ
كي لا تصٌعٌد منه أسئلة الدهشة و النُخَبِ
أرمي بذاكرتي…… الى الذاكرة
أبحث عن قصص تافهة في شاشتنا الوطنية
ألبسُ صدرية مانعة لرصاص الافكار
أتقيأ أخبار البارحة
أتناول حبة من حبوب منع الشِعر
ألعب مع رأسي لعبة توم و تجيري
يأكل كل الجبن ولا أمسكهُ
ذاك اللاشيء
أعاود الطبيب عن ٱخر دواء ضد الشِعرِ
و الإسهال
ينصحني الطبيب
أن ٱكلَ ذئبا محشيا بالمجاز
كي أتبرٌأ من براءتي
و أرنبا مشويا على نار الشعب
كي استكين و أهرب
مشروع كذب لسياسيٍ منقوع
و اقراص لأعشاب طبيعية
لدِفلةٌ و غفلةٍ و قفلةٍ من خطاب الرئيس
أجرٌب كل الأدوية دفعة واحدة
بلا فائدة …
ألتجأُ الى العرٌافه….
تنصحني بمسافة هجرٍ لكل فكرة
قد تدنيني من الحب و من الشغب
و من الوطن و من الكتب
و حرز و تعويذة أضعها قلادة…
أو ليلا تحت الوسادة …
أصحو فأجد أن للشِعر
في كل يوم ألف و ألف ولادة…..

لطفي زكري/تونس