ط
الشعر والأدب

قصيدة : أكفانٌ و قرابين .بقلم الشاعرة/ رنا صالح الصدقة سوريا

/أكفانٌ و قرابين/

الشاعرة رنا صالح الصدقة

سوريا

لستِ الوحيدةَ والغريبةَ في

منافي أمسهم وشتاتهِ

فالعمر يمشي جيئةً وذهابا

متوتِّراً متواتراً

ويعضُّ إصبعه التي مازال يملكها،

وويلاتُ الحروبِ تُدوزنُ الإيقاعَ

(سيمفونيّةً) تعِدُ الحضورَ غيابا

********

ومضى زمانُ العائدينَ

وطالَ دربُ السالكينَ

و لوَّحَ السوطُ الأصمُّ مهدِّداً متوعِّداً

لم يلتفت لصراخِ آلافِ الشبابِ

وأُترِعَ الكأسُ المريرُ بدمعِهم…

وتساءلَ الأشباحُ كيفَ ؟

وأينما ؟

وإلى متى ؟

نحيا كأمواتٍ تؤرّقنا الحياةُ،؟!

يكاد يقتلُنا الحنينُ؟!

من الذي عصرَ الفِراقَ شرابا؟!

*********

طيفٌ من الأفراحِ يرقصُ

فوقَ خارطةِ الحكاياتِ اليتيمةِ

لم يجد عندَ الخروجِ نوافذاً أو بابا

إذ أُلقي الثوبُ المزركشُ من خيوطِ الحبِّ

تحتَ نعالِ تُجّارِ الحروبِ ،

وعند أوديةِ الضبابِ ،

وراءَ من نسجَ الدمارَ ثيابا

فالبحر يقذفُ ملحهُ عند (الغلابى)

والمساكينِ

الذينَ تجرّعوا سُمَّ النوى ،

وجراحهم جعلت قرابينَ الردى أصحابا

**********

والخوفُ أقبلَ طاعناً بالقهرِ

يعدو ضاحكاً مستبشراً

تتطايرُ الرغباتُ في أصقاعهِ ثكلى،

وأكفانُ الحياةِ تطوفُ تترى

حولَ كعبتِهِ

تُشاركهُ فُتاتَ الأمنياتِ رُهابا

**********

ياأيّها الأمل القريبُ هلُمّ صوْبَ ديارنا ،

وكفاك لهواً بالأراجيحِ القديمةِ

عند حاراتِ السُكارى

خلفَ أسواقِ الكفايةِ والرِبا،

متسكّعاً بأزقة الهذيان مخصيّ الرؤى ،

أخرج يمينكَ من جيوبكَ مرّةً ،

لاتتخذ عند الشعوبِ مسالكاً من هامشٍ وشِعابا

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى