**
بـ ذيلِ طائرةٍ ورقيَّة
علَّقتُ فُستانَ العاشرة
فـ غازلتهُ العصافيرُ وشاكستهُ الفراشات
وكلُّ خيطٍ نسلتْهُ فقاعةُ أحلام
وحين اِصطادتني
غمزةُ ابنِ الجيران
طرْتُ من عُشبِ الطّفولة
حتى صفصافةِ العشرين
.
ابنُ الجيرانِ الذي تسلَّلتُ إلى نهره
حافيةَ التَّردّدِ متورِّدةَ الخَجل
المُسرفُ في تقبيلي
المُدمنُ على همسي
المُفرطُ بـ الرسائل
الذي غابَ بـ كلِّ هلوساته
و قفشاتهِ الحميمية
و تركَ رسالتهُ المئة في خزانةِ الثلاثين
فـ أكلها عثُّ الغياب
.
أيُّها المُحتالُ الذي أشتاقك
أيُّ معنى لـ الشِّعرِ
وقد استأصلتَ (أحبُّكِ) مِنْ أُمِّ قوافيه ؟
وأنا أُدرّبُ مجازي على الزقزقة
وكناياتي على التَّنجيم
وأبتكرُ من لمعةِ الشَّيب
عنوانَ شمسٍ وقفلةَ ثلج
.
يا ابنَ الجيرانِ الطَّاعنَ بـ البُعد
أنا أتدلّى من شبابيكِ الفصول
و بـ هبَّةِ ريحٍ تلطمني لفحةُ الأربعين
.
يا ابنَ الجيرانِ المُعشّشَ
في زُمرةِ خيالاتي
أينَ طفلاتي القصائد
لـ تحبوَ في فناجين العُمر
وتطحنَ هالَ الذكرياتِ في قهوةِ المغارب ؟
فـ أنا بين حلٍّ وترحال
تخطّيتُ الصيفَ وفي بُقجتي
تتثاءبُ صورتك ويلعبُ صوتكَ
فـ يؤنّثُ القصبَ
ويدجّنُ بحّةَ النايات
.
يا ابنَ الجيرانِ
أيُّها الواقفُ في تميّعِ الوقت
المُتجمّدُ في تخثّرِ المسافة
المُقهقهُ كـ قُزح
المُصفّقُ في نهايةِ الرِّهان
ما زلتَ بعدَ كلِّ ضربةِ ذكرى
تومضُ كـ النجومِ حولَ رأسي
وما زالَ سلامُكَ غابات
و تلويحةُ غيابكَ حرائق
وأنا أتعثّرُ بـ غُميضةِ العاشرة
و غندرةِ العشرين
و نضجَ الثلاثين
و ألمُّ في كيسِ الأربعين حقولي العذراء
.
يا ابنَ الجيران أنا الآن
أنثى بـ نصفِ ذاكرة
مُلبّكةٌ بـ السنابل
ومهشّمةٌ بـ مناجلِ الذكريات ..
**