يخرجُ بي من مِرأةِ الروحِ
يُخبِّئُني في بعضِ تراتيلَ
انسلختْ قاسيةً من وَنَسٍ صافٍ
أو يفضحُني في صورةِ إنسانٍ
يُشعلُ آخرَ قِنديلٍ شَفهيٍّ فينا
نحن الاثنانِ نموتُ كما نَهوى
حين نُعلِّقُ شمسًا خائرةَ التقوى
في عُروةِ ليلِ خافٍ في حنجرةِ الكلماتِ
ونبكي كالنورِ إذا يسَّاقطُ من أغنيةٍ تحتدُّ على ظِلِّ النَّاياتِ
ولا لحنًا نُشبهُ
نتخافتُ بالوصلِ المُتحيِّزِ فينا للعُشَّاقِ المغمورينَ
نُخالفُ ما ألفينا الريحَ عليه
كنخلاتٍ تصعدُ في مِعراجِ قصائدِنا
حتى لا تُبصرَنا عينُ الذكرى
نصعدُ فيها أو تصعدُ فينا
ونرشرشُ أسئلةً من ضَوءٍ شَفَّافٍ
يعدلُ كَفَّةَ مِيزانِ الكلماتِ
تصيرُ كما صِرنا
مصلوبينَ على عَدَمٍ كافٍ
لمُعاندةِ الروحِ المفتونةِ بالحقِّ
المفتوحةِ كالشُّبَّاكِ المُغلقِ في وَجهِ براءتِنا
ترضى بنحيبي .. ولا أرضى
يا ليتكَ تغضبُ حين تقولُ لي:
هل تتبعُني في ظِلٍّ ما؟!
وأنا أتشهَّدُ في ظِلِّي
أتشدَّقُ باللعناتِ وما أشقاني بَعدَكَ
ملعونًا مثلكَ أمضي في صحراءِ قصائدِكَ المهجورةِ
أُعلنُ عن بَعثِكَ
وأُبشِّرُ باستقبالِ هلاوسِكَ المقصودةِ
في ليلةِ مَنْ ظَمِئوا معكَ
واحترقوا في أوَّلِ فاتحةٍ للأحزانِ
أضاؤوا قنديلَ رمادِكَ حتى خرجوا من ظِلِّكَ
أشجارًا وخرائطَ موتٍ
والناسُ على شفراتِ الرعبِ
يُراؤونكَ
ويخافونَ مراياكَ أن تفضحَهم
أو تُشبهَكَ الرحماتُ
ولا لعناتٌ تُشبهُهم.
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون