ط
الشعر والأدب

قصيدة : أَرَقّ .. بِقَلَم / إيمَانٌ مُنِير حِنّاوِي . سورية

أَرَقّ

بِقَلَم إيمَانٌ مُنِير حِنّاوِي

سورية

لِأَنِّي الْأُنْثَى

كَانَ عَلِيٌّ أَنْ أَكُونَ قَمَر

أَتْلُو اللَّيْل بِأَكْمَلِه

أُحَاوِل اِلْتِقَاط رَوْحٌ

وَالْحَنِين

يَحْبُو خِلْسَة فِي دَاخِلِيّ

شَهِيق عَمِيق

بَعْد هُرُوب سِنِينَ مِنْ تَفَاصِيلِ

الْحَرْب الدَّنِيئَة

أسخر بشفتي العاريتين

لَا اِبْتِسَامَةٌ

لَا لَوْنَ

وَلَا حَتَّى صَوْت

كَوْنِي بِخَيْر ؛ قَالَهَا

عِنْدَ عُتْبَةَ الْبَابِ

وَمَضَى

لِيَعُود طِفْلًا مشاغبا

يَطْرُق قَلْبِي فِي كُلِّ آن

قَبْل يَوْمَيْن جَاء ذِكْرَى

وَكَأَنَّه الوَطَن

مشاكسا

غاضِبا

عَاشِقًا

يصالحني مَرَّة

يُخَاصِمنِي مَرَّات

وَجْهَك الطَّرِيق

أَسِير نَحْوَك

لماقبل الْوَدَاع

أطارد رَائِحَة عِطْرِك

لِعَلِيّ الْتَقَط بَقاياه

أضمك بِه

كَوْنِي بِخَيْر

قَتَلْتَنِي انْفِلاتِه يَدِه

وَالْتِفَاتُه خَرْسَاء

تَسَاقَطَت دُمُوعِي لِلدَّاخِل

وانهمر الْحُزْن

عَلَى أَجْزائِي الْكُلّ

فأصدرت حُكْمًا بالشنق

حَتَّى الْمَوْت

عَلَى كُلِّ قَصِيدَة ثَكْلَى

لَا يهطل مِنْهَا تَارِيخًا

أَنْتَ فِيهِ

مَكْتُوبٌ بِحِبْر مَنْ دَمِيَ

بِالْمُنَاسَبَة

الْغُيَّاب يخربش ك قَطّ

يُتْرَك جروحا فِي كُلِّ مَرَّةٍ

كَيْف لِي أَنْ أَكُونَ بِخَيْر

وَكُلّ مافيك يصطادني

يُلْقِي بِي

فِي قَفَصٍ مُحْكَم

مِن الشَّوْق الْقَاتِل

أُهَرْوِل فِي عُنُقِ الْمَاضِي

أَقِفْ عَلَى عُتْبَةَ الْوَدَاع

أنزفك

صَوْتَك ! أَوْقَع كُلُّ مَا بِي

مِن لَهْفَة

لِتَقِف أَمَامِي عَلَى هَيْئَةِ

إنْسَانٌ يحاورني

آخِرِ اللَّيْلِ

رَمَى عَلَيَّ السَّلَامَ

ل يُغْتَال القَلَق الشَّاسِع

الَّذِي ينتابني وَالضَّجَر

أَوَفِي نذوري

أَتَبَرَّأ مِنْهَا

أمَام حُزْن أَبِي وولولات أُمِّي

حِين هَزّ بِرَأْسِه الطَّبِيب

أَنْ لَا فَائِدَةَ

فَأَنَا أُحِبُّك رَغِم بُغْض الْعَشِيرَة

وَبَعْد الْمَسَافَات

وَالرَّحِيل

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى