قصيدة : إرتواء
للشاعر/ الحكم السيد السوهاجى
مصر – سوهاج
ملحوظة : القصيدة تحتوى على التشكيل
*********************
حين ألمسُ يدكِ
يا امر أةً
من قارورةِ أنوثةِِ جديدةْ
بطعمِ الوقتِ الحالى
و قلبُ طفولةٍ عائدةٍ
من زمنِ الحبِ العتيقْ
ترتعشُ روحى
يزيدُ الحب ُ
عن ألفِ جرعةْ
ترتفعُ درجةُ حرارةِ الربيعْ
تضطربُ كل أجواءِ المدنْ
و تمطرُ السماءُ على عروشكِ
كراتٍ دافئةْ
تسحبنى زرقةُ بحرِ عيونكِ
إلى تكور ٍ
على عناقيدِ العنبِ
التحامٍ ممدد بتنهيداتِ الآه
تسحبنى أنفاسُكِ
إلى مدنِ الدفءِ
و الموتةِ الأخيرةْ
إلى سخونةٍ منفردةٍ متسللةْ
من غطائها الوردى
إلى زخاتٍ
و شدوِ عنقٍ الخليقةْ
***
حين ألامسُ نجومَكِ
ينتابنى عرقْ
جنونُ عاقلْ
من ضوءِ هذه العيونْ
و من اطلاقاتِ أنثاكِ
قارورتين عطرْ
أحسُ أن ممكلةَ العبيرْ
هى لى
و فتاتٌ الرغبةِ
على مهبِ الخروجْ
من عنقِ الروحِ التى
تعانقُ الموزْ
و النورْ النشوانْ
بأوديةِ هذا الفؤادْ
أوديتكِ
أيتها الربيعُ الطليقُ
فى قسماتِ الجنونْ
و الماءُ الرقراقُ
فى كؤوسِ الرغبةِ الجانحةْ
للنهايةِ
نهايةُ سكونِ الورقْ
نهايةُ بسماتِ جنونكِ
تعصبكِ بأنك حديقةٌ
و نحلةٌ تجرى
خلف الزنابقْ
نهايةُ روحكِ العجولةْ
فى كل شىء
كعجولةِ نظرة تلقيكِ
على المرافىء
قاتلةْ
أو بعض امرأةِ مشربة ْ
بالعسلِ
و مزينة فى ورداتِها
و قبابِها وحناياها
بالنجومْ
أو بعض بعضِ امرأةِ
تفترشُ
بعضَ الروحِ الملتبسة ْ
بالألمِ
روحُ تداولُ شرانقَ
وداعتَكِ
طيبتَكِ
نسائمَ الطفولةِ فيكْ
رقتَكِ المتنسمةْ
بسحرِ الربيعْ
و حكاياتِ الطبيعةِ
و أنوثةَ الزهراتِ الحالمةْ
بنومةِ العصافيرْ
و نوباتِها
و انشودة َعشقٍ مكتملةْ
وقت براءةِ القمرْ
روحٌ لكِ شفاءٌ و رداءْ
و سماواتٌ خفقاتْ
و أرضينَ تحملن أثقالَكِ الثقيلةْ
إلى حدِ ما
***
روحٌ لا تعرف البعدَ
و لا النكرانْ
لا تعرف الخيانةَ
روحٌ عالقةٌ
ببسمةِ أملْ
من امرأةِ جميلةٍ
مثلكِ
أيتها المرأةُ الفارهةُ
الفاخرةُ
فى كل شىءْ
روحٌ مازالت تزاول ُ
لمسَ عنقِ اليمامةِ
تلمسُ حرفَ القنديلْ
تجرفُ و تنحتُ بعضَ السواحلْ
تشدُ الخصلْ
فى أعماقِ البحرْ
المفتونْ
برذاذِ أنوثةِ مثلجةْ
روحٌ تسابقُ الغمامْ
لعلها تصطاد بعضَ ماءْ
لعلها تستحمْ
فى بحيرة ِالبياضْ
المسافرْ
بين قبلتين
الضمآن من منذ عامين
روحٌ مازالت تستعرضُ
عنفوانَ طلعتِها
تلتقط ُبهاءَ الكرزاتْ
و الفتونَ الجرىء
من عيون أشبه
بالدوحاتْ
من عيون هى
عاصمةُ الرعدْ
و الشدو الشقىُ المثيرْ
عيونٌ من رقةِ نسوةٍ
أتكأت القبلُ
فى نهودِهن
عيونٌ أغرقت الملامحْ
بأشتهاءِ عصفورةٍ يتيمةْ
فى عشِ العصافيرْ
روح ٌغابت
هنا
دقائقَ معددةْ
و كنتِ بعض صراخْ
صراخٌ يزيدُ الاشتعالْ
يفتحُ السماءَ لتبلعَ النجومْ
يفتحُ البحرَ للغوصْ
يغمضُ العيونَ للحلمْ
بشىء ما
لا أعرفه
من شدةِ الجوعْ
و الضمأ
و الرعشاتِ التى
تسابقُ النبضاتِ المتكسرةْ
على شواطىءِ الارتواءْ
إرتواءٌ محتملْ
إرتواءٌ جازْ
إرتواءٌ عبقْ
إرتواءٌ بطعمِ أنثى ريفيةْ
من أرضِ الخضارْ
و رائحةِ الحقولْ
إرتواءٌ يشبعُ القواريرْ
إرتواءٌ يحطمُ جبالَ التعبْ
إرتواءٌ و إرتواءْ
يسرقُ الروحْ من الجسدْ
أيتها المرأةُ المصنوعةْ
من الكلامْ
***
حين تتلامسُ الأرواحُ ..أرواحُنا
نطلقُ من الشرانقْ
عطوراً مخلتفةً
نحاولُ نتجاهلُ بعضَنا البعضْ
حتى نشعل النارَ فى جلودِنا
و نسربُ بعضَ الضحكاتْ
التى تلقينا إلى حوافِ مبتدأكِ
أيتها المرأةُ المسكونةُ بالطفولةِ
و أخلاقِ الملاكْ
أيتها المرأةُ العالقةْ
فى كراتِ دمى
كأنثى العصفورِالعائدْ
من سفرٍ بعيدْ ..