ط
الشعر والأدب

قصيدة : إلى أخى الشيخ فاضل … للشاعر / د. جليل البيضاني . العراق

إلى أخي الشيخ فاضل

………………………….

لم يبقَ في العمرِ إلّا الراكدُ الضَّحِلُ

والذكرياتُ سماها الآسنُ الوَشِلُ

أغراكَ نأيٌ عن الأحباب مذ سَقَطَتْ

تلك الرؤى واعتراكَ الوهنُ والكسلُ

فَرُحتَ تبحثُ عن نأيٍ بلا سببٍ

وأبعدتكَ الدُّنا إذ يكبرُ الزّللُ

وللعشيرةِ كنتَ الرأسَ منفَرِداً

فما يدانيكَ ذو رأيٍ ولا كَهِلُ

وكنتَ شهماً كريماً طابَ معشرهُ

الحلُّ عندكَ أنّى تكبرُ العِللُ

كُثرٌ سجاياك لاتُحصى لِعدّتها

وأنتَ أنتَ الحليمُ الصادقُ الرَّجُلُ

حتى أتاكَ من اهتزَّت حبائلُهُ

أغرى خُطاكَ فعزَّ الوصلُ والسُّبُلُ

قد جئتُ أحملُ في كفَّيَّ أشرِعةً

ترنو إليكَ ويحدو سيرها الأملُ

لكنني إذ وجدتُ الدارَ خاليةً

أدركتُ إنّهمُ بالوصلِ قد بخلوا

فعدتُ أحملُ همّي بين أجنحتي

واسألُ الناسَ.. هل أحبابنا سألوا؟

لاتسأل الناس عمّن غاب ريحهمو

وإنهم في ديار الكُردِ قد نزلوا

أقمارهم أَفَلَت عن كلِّ داجيةٍ

ليت المنيةَ جاءت قبل ما أفلوا

سنحملُ الهمَّ سيلاً بين أوديةٍ

والصبرُ فينا بما لايحملُ الجَّمَلُ

بُعدُ المسافات لاخمرٌ يقرّبهُ

ولا عيونٌ بكت إذ عزّت الرُّسُلُ

نحن افترقنا ولاشيئاً سيجمعنا

والأرضُ لاتلتقي إن رامها زُحلُ

أكفاننا قَرُبَت والخيطُ مُنقَطِعٌ

ومايفيد النّوى إذ يقربُ الأجلُ

تلك المنايا إلى أبداننا زَحَفَت

لا عاصمَ اليوم لاسهلٌ ولا جبلُ

يابن الذي في سماء العزِّ منزلهُ

أنكرتَ أهلكَ إذ يحدو بك العَجَلُ

تركتني حيث لاظهرٌ يساندني

تلهو بيَ الريحُ والمُستأسِدُ الوَجَلُ

فَعُدْ إلى الرشدٍ واسأل سِفرَ من كتبوا…

ماهكذا يابن أمي توردُ الإبِلُ

…………………………

بغداد 5/7/2023

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى