سنحتاجُ بعضَ اليقينِ
لنُدركَ أنَّ النّشيدَ سرابٌ
وأنّ السّرابَ يقينُ القصيدْ،
ونحتاجُ حتمًا جفافَ المسافةِ
ما بينَ حقلٍ وغيمةْ،
لنغتابَ ظِلَّ الجرادِ المعلَّقَ فوْق الحصيدْ.
ماذا نقولُ وقدْ أفحمتْنا المرايَا
وعرّتْ لنا الرّيحُ بيتَ القصيدْ؟
وكُنّا خَصَفْنا على سَوْءَةِ الصّمتِ بعضَ كلامٍ
نُوارِي به عَوْرَاتِ ما قد عَرَانا
من الأمسِ.
كنّا نظنُّ النّشيدَ رِدَاءً
وعَوْرَاتِنا أن يَغِيضَ الكلامْ
وكٌنّا نظنُّ النّشيدَ ارتواءً
فجفّتْ حَناجرُنا خلف لَمْعِ القوافِي،
وكنّا نظنُّك يا زُخرُفَ القوْلِ درْبَ نجاةٍ
فأَتلفْنا فيك دُروبَ الحياةْ.
وكنّا نظنّك مَبْنًى ومَعْنًى
وسَقْفًا نُرمِّمُ تحتَه سقفَ الحياةْ
فماذا دهاك لتَنْهارَ فِينا ونحنُ غفاةْ؟
لماذا إذا اتّسعَ الجُرْحُ ضِقْتَ
وأَوْغَلْتَ في الرّمزِ لمّا توغّلَ فينا الطّغاةْ؟
لماذا إذا ما تَراءَتْ جٌموعُ الرّماةِ
تَمَتْرَسْتَ خلف المجازِ
اتّخذْتَ الكنايةَ ركنًا
وأَسْلَمْتَنا للغزاة…؟
أَ تُدْرِكُ يَا صَاحبَ الدَّرْبِ أنِّا
تَزَوّدْنا ما لا نُطيقُ و ما لا يُبَلِّغُنا العَتَباتْ
و أنَّ القَصيدةَ أَعْيَاها مَا قَدْ حَمَلْنا
و كَلَّتْ
فَشُدَّ عَلى مَتْنِها الحُلْمَ
عَلِّمْها أنْ تسْتَقيمَ إذا اشْتدَّ وقْعُ الطّريقِ عَليْها
وعُضَّ على ورْدةِ الحُلْمِ كي لا تَجِفّْ
وجَدِّفْ بِمَا قدْ تَبقَّى لَكً مِنْ حَنِينٍ وما مَلَكَتْ رُوحُكَ مِنْ حيَاةْ
لِتَحْيَا كما شِئتَ لَا مِثْلَما
يشْتَهِي النَّاكِثُون لحُلْمِكَ
كُنْ
واثِقًا من رُؤاكْ؛
سيَنْبثِقُ مِنْ رمادِ المَوَاقدِ فَجْرٌ
وتَجْري بفُلْكِكَ يوْمًا رياحْ
وتَهْتَزُّ أرْضٌ وتَرْبُو
و يَنْبُتُ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ..
ربيــــــــــــــــــٕــٕـــــٕـعْ
حسن الطرش