
الى مصر العرب
.
جئنا إليكِ وشوقُ الروحِ يَلتَهبُ
والبحرُ عاتٍ وموجُ الحُبِّ يضطرِبُ
“
نَميلُ شوقاً الى رؤياكِ في شغفٍ
فيخفقُ القلبُ منّا حينَ نقترِبُ
“
قبلَ الوصولِ نرى أَرواحَنا وصَلَت
إليكِ يازهرةً بالحُسنِ تَختَضِبُ
“
ضجَّت قوافي الهوى ترجوكِ وازدَحَمت
كأَنها في بحــورِ الشــعرِ تَحتَرِبُ
“
فَحِرتُ فيها ورسمُ الحرفِ أَتعَبني
ولوحةُ الحُسنِ قد يَحلو بها التعَبُ
“
ماكُنتِ أُمّاً لدنيانا كما زعموا
بل أَنتِ أُمٌّ لها من سابقٍ وأَبُ
“
فأَنتِ إنشودةُ الدُنيا وروعتُها
وعُنفوانُ حياةٍ زانَها الأَدبُ
“
أَحاطَكِ الفخرُ والأَمجادُ من قِدَمٍ
فعاشَ في زهوِها أَبناؤكِ النُجُبُ
“
ياقلعةً سَطَّرَ التاريخُ رِفعتَها
بغيثِ حبرٍ تسامَت عندَهُ السُحُبُ
“
كُلُّ الحضاراتِ قد عاشت بأَعصُرِها
من هيبةِ الهرمِ العملاقِ ترتَهِبُ
“
أَصبحتِ بينَ بطاحِ العُربِ لؤلؤةً
يُرَصِّعُ الشعرَ في ساحاتها الذَهبُ
“
واسكندريةَ إن قيلَ القصيدُ بها
فسوفَ يَعجَبُ من أَوصافِها العَجَبُ
“
كنانةُ الأَرضِ أَهواها وتَعشَقُني
فصرتُ للنيلِ والنهرينِ أَنتَسِبُ
“
يهواكِ قلبي بلا رَيبٍ ولا سَببٍ
قد يَخفِتُ الحُبُّ لو يُروى لهُ سَببُ
“
فالحُبُّ محضُ شعورٍ بينَ أَفئدةٍ
تُبادِلُ النبضَ والأَرواحُ تقترِبُ
“
فيا بلادَ الصَفا لُقياكِ يُسعِدُنا
والقلبُ من وجدِهِ من صدرِنا يَثِبُ
“
ويامُنى كُلَّ نفسٍ في هواكِ غَدَت
تُسابِقُ النجمَ حتّى هَدَّها الوَصَبُ
“
أَراكِ عُرساً بديعاً لا انتهاءَ لهَُّ
تُحييهِ شَمسُكِ والأَفراحُ والطَرَبُ
“
فأَنتِ جنَّةُ فردَوسٍ لنا نَزلَت
وما تَغيَّرتِ إذ مَرَّت بكِ الحُقَبُ
“
ملأتِ دُنيايَ حُبّاً لاحدودَ لهُ
وقِصَّتي فيكِ قد غَصَّت بها الكُتُبُ
“
حتّى أَراني كصَبٍّ هائمٍ كَلفٍ
وأَحرُفُ الشعرِ من عَينيكِ تنسكِبُ
“
هوَّ صحيح الهوى غَلّابُ ياقمراً
قد نافَسَت أَعيُني في ضمِّهِ الهُدُبُ
“
أَدامَكِ اللهُ سوراً نستَظلُّ بهِ
ولا تَمَسُّكِ في لأوائها النُوَبُ
“
فانتِ شمسُ جمالٍ لاغروبَ لها
يارايةً حولَ ماءِ النيلِ تَنتَصِبُ
.