إيقاعٌ خَلْفَ النٌافِذَةِ والجِدَار
بقلم /محمد بلقس/ المغرب
في عُيُونِ البَشَرِ
أَقْرَأُكَ أَيٌُها الأَلَمُ
أَقرَأُكَ
كَمَا تَقْرَأُنِي
خَلْفَ الحِجَارَةِ الصٌَمٌاءِ
أَجْلِسُ قَلِيلًا
خَلفَ الأَنِينِ أَجْلِسُ
كُلُّ الحَرَكَاتِ
عاَلَمٌ جَدِيدٌ يَصْنَعُني
أَبحَثُ في الحِكَايَةِ
لَا شَيءَ يُرْوَى
خَارِجَ المُفْرَدَاتِ
في فَضَاءَاتِ الاِبْتِعَادِ
تَحْمِلُنِي الزَّوَايَا لِلمَكَانِ
تَحتَلُّنِي الشَّمسُ
عَنِ القَمَرِ تُبْعِدُنِي
نَفَضَ البُرْكانُ نَفْسَهُ
عَنْ نَفْسِهِ
يَدِي وَرْدٌ زَهْرٌ يَاسَمِينُ أُقْحُوَانٌ
وَمَا تَبَقَّى مِنْ غُصْنِ شَجَرَة
كُلُّ الخَانِ شُرْفَةٌ
إِلَى نِهَايَاتِ اللَّيلِ
تَحْمِلُ أَصْوَاتَنَا الخَافِتَة
لَازَالَ عَالِقًا بِالأَذْهانِ
ذَاكَ المَسَاءُ
وَهِنْدَامُ النَّدِيمِ
كانَ المِذيَاعُ
ضَابِطًا لِلْإِيقاعِ
أَنامِلُ تَغْزِلُ كُبَّةَ صُوفٍ هَادِئَة
لَمْ يَتَغَيَّرْ لَوْنُهَا
تَحمِلُ الرِّيحُ وَالرِّوايَةُ
لَحْنًا قَادِمًا مِن شَرْقِ أوروبا
تَحْمِلُ إِسمًا
يُنِيرُ الوَاجِهَة
مِنْ فَضَاءِ سينِمَا
نَحْمِلُ الّذي عَشِقْنَاهُ
نَحْمِلُ مَا تَبَقَّى مِنَّا
لَا تَسَعُ الشُّرفَةُ
إِلّا طاوِلَتَينِ
وَابتِسامَةً يَحْمِلُها الأَسْمَرُ
دونَ عَنَاء
لا مَكَانَ لِلْمُرورِ هُنَا
يَحْتالُ الوَردُ على الشِّوكِ
يحْتالُ الشَّوكُ على الوَردِ
تَشْهَدُ البَساتينُ
أنَّ كُلَّ هذا كَذِبٌ
سَمادُ العِشْقِ
رَمادُ الأُغنِياتِ
تَبتَسِمُ الفَتاةُ
كُلُّ الأُخرَيَاتُ تَعشَقُني
مَرَرْتُ مِنْ هُناكَ
كُلّ لَيْلَةٍ
هُوَ يُؤَذِّنُ القَمَرُ
كُلّ لَيلةٍ
يَتَوَلَّى قُبحٌ عنِّي
كُلُّ لَيلَةٍ
أَحْمِلُ اللّيلَ لِغَيْرِهِ
وَأَنامُ جًنْبَ مُخَيَّلًتِي
أحْتَسِي كَأْسي
أَنْتِ القَصِيدَةُ وَشَكْلُهَا
أنا كُلُّ أشْياءُكِ
كُلُّ شَكْلٍ لَدَيْكِ أَنا
أَنتِ ماتَبَقّى مِنّي
رُكَامٌ
صَدَأٌ
حَنينٌ مُتْعَبٌ
اِنْصِرافُ ذَواتٍ في ذَاتٍ
يُكَسِّرُ كُلَّ مَرايَا بَيتِي
رَمْشُ عُيونٍ يُرافِقُني
أَصِلُ أَعْلى الدُّرجِ
لَا أَعُدُّ دُرْجًا
وَلَا مِزْلَاجًا
أُعَلِّقُ الخُطَى
دَعْكَ هُناكَ
دَعكَ هُناكَ أَيُّها المُتَعَدِّدُ
دَعْكَ وَأَشياءَكَ
لَاعُنْوانَ لِأُغْنِيَةٍ
قَديمًا تَرَكَتْهَا السَّمَاءُ
اِستَيْقَظتُ
قَبلَ سُقوطِ المَطَرِ
وَنِمْتُ
اِستَيْقَظتُ
بَعدَ سُقوطِ المَطَرِ
وَنِمْتُ
أُرَدِّدُ كَالمَوْجِ ظِلَّ الشَّاطِئِ
وََأُغْنِيَةً لِلنَّافِذَةِ وَالجِدَار.